Page 142 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 142

‫‪ 004‬هل لحظ!ا ‪ 4‬اهة الاللللا!‬                                              ‫‪142‬‬

  ‫أي سكلٍ من أسكال العواطف الإنسانية ‪ ،‬إلّا أن عظيمنا الإسلامي الذي نحن في صدد‬
 ‫الحديث عنه ليس رجلًا كباقي الرجال ‪ ،‬بل هو نوع خاص! من البشر الذين لا يمكن لك‬
‫أن تفصل ذكر العاطفة عنهم أبدًا‪ ،‬كيف لا وعمر بن الخطاب نفسه تمنى أن لو كان‬
 ‫بمقدوره نظم الشعر لكي يرثيه به ! والحق أقول أنني كنت استغرب في البداية عن سر‬
‫ضعف الفاروق كلمّا جاء ذكر أخيه زيد‪ ،‬وربما اعتقدت حينها أنها مجرد عاطفةٍ أخ‬
 ‫لأخيه ‪ ،‬وهذا جزء من الحقيقة لا أنكره ‪ ،‬ولكنني عندما قرأت ترجمة هذا الإنسان العظيم‬

‫الفاروق ‪ ،‬فنحن في صدد ذكر بطل نادرٍ من أبطال أمة الإسلام ‪ . . . . . .‬إنه‬  ‫فهمت سر ضعف‬

‫الفدائي البطل زيد بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ‪.‬‬

  ‫البداية كانت في بيت الخطاب بن نفيل بن عمرو‪ ،‬في هذا البيت نشأ زيد مع أخيه عمر‬
 ‫تنشأة عربية صلبة ‪ ،‬ليشاء اللّه أن يسلم زيد قبل أخيه عمر‪ ،‬وفي معركة أحُد رأى عمر أن‬

‫درع أخيه الكبير زبد قد سقطت منه وهو يقتحم صفوف المشركين اقتحام الأسود‪،‬‬

‫فخاف عليه من أسنة الرماح ‪ ،‬فخلع درعه من على صدره وصاح بأخيه ‪:‬هـيا زيد‪. ...‬يا‬

‫أخي ‪. . . . .‬خذ درعي فقاتل بها" فنظر إليه أخوه الكبير وهو يبتسم وقال له ‪" :‬اني أربد من‬

‫الشهادة مثل ما تريد يا عمرلما عندها رمى عمر الدرع على الأرض وصار الاثنان يقاتلان‬
                                                                      ‫الأعداء من دون أي دروع تحمي صدورهم!‬

‫وبعد أن مات رسول اللّه وَل! ارتدت كثير من القبائل العربية التي لم تكن متعودةً‬

‫على الوحدة ‪ ،‬واعتبرت أن مشروع الوحدة قد انتهى بانتهاء حياة الرسول !ص ‪ ،‬فمنهم من‬

‫ادعى النبوة ‪ ،‬ومنهم من أراد تقليل عدد الصلوات ‪ ،‬ومنهم من رفض دفع الزكاة ‪ ،‬فقام‬
    ‫الصدِّيق بارسال الجيوش تلو الجيوش إلى أصقاع الجزيرة العربية لمحاربة جيوش‬
                                                                                                                                       ‫المرتدين‪.‬‬

‫الردة ‪ .... ... .‬فهل كانت هذه الحروب من أجل‬  ‫وهنا لنا وقفة قصيرة مع حروب‬

‫أموال الزكاة أو كما يصورها بعض المستشرقين وأتباعهم من المنافقين من أجل الضريبة‬

                                                                          ‫المالية؟‬

‫الحقيقة أن الإسلام أصبح بعد وفاة النبي على مفترق طرق ‪ ،‬فإما أن يرضى‬

‫المسلمون بإسقاط ركن من أركان الإسلام ‪ ،‬فيكون مقدمة للمساومة التي ستسقط فيما‬
   137   138   139   140   141   142   143   144   145   146   147