Page 144 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 144

‫‪ ،00‬هل ظظما ‪ 4‬اهة الإللللا!‬                                                                                 ‫‪144‬‬

 ‫دينه ‪ ،‬فكان خطر الرّجّال على الاسلام أسدّ من خطر مسيلمة ذاته ‪ ،‬ذلك لأنه استغلّ‬

 ‫إسلامه السابق ‪ ،‬والفترة التي عاسها بالمدينة أيام الرسول ع!ي! ‪ ،‬وحفظه لاَيات من القراَن‪،‬‬

‫وسفارته لأبي بكر خليفة المسلمين ‪ ،‬فزادت بذلك أعين الملتفين حول مسيلمة زيادة‬
‫طافحة بسبب اكاذيب الرّجّال هذا‪ .‬وكانت أنباء هذا الأفّاق المجرم تبلغ المدينة‪،‬‬
 ‫فيتحرّق المسلمون غيظا من هذا المرتدّ الذي أضلَّ الناس ضلالًا بعيدًا‪ ،‬وكان أكثر‬

‫المسلمين تغيّظا وتحرّقا للقاء الرّجّال بطل قصتنا الصحابي الجليل زيد بن الخطّاب‬

‫رضي اللّه عنه وأرضاه ‪ ،‬فكلفه أبو بكر الصديق إمارة الجيش المتوجه إلى اليمامة ‪ ،‬فاعتذر‬

‫زيد رضي اللّه عنه وأرضاه عن قبول الإمارة ‪ ،‬وقال لأبي بكر أن الأمير لا ينبغي له أن‬

‫يُقتل‪ ،‬وهذا سيءٌ لا يريده ‪ ،‬فهو يريد الشهادة ! وفعلًا توجه البطل زيد بن الخطاب رضي‬

‫اللّه عنه وأرضاه نحو اليمامة ‪ ،‬وصورة ذلك المجرم الرجَّال لا تفارقه ‪ ،‬حتى وصلت‬

‫كتائب النور المحمدية إلى أعتاب اليمامة ‪ ،‬فاتحد جيس (عكرمة بن أبي جهل) وجيس‬

‫(سرحبيل بن حسنة ) مع الجيس الإسلامي الموحد تحت إمرة القائد العام للقوات‬

‫الإسلامية المجاهدة (خالد بن الوليد)‪ ،،‬فاختار المسلمون المارد الإسلامي العظيم زيد‬

                                                   ‫ابن الخطاب لتكون له مهمة حمل راية المسلمين‪.‬‬

                         ‫‪. . ،.. .. .‬‬              ‫الأسطورية‬  ‫اليمامة‬     ‫معركة‬  ‫وبدأت‬

‫وتجمع ‪ 155‬ألفٍ من المرتدين أمام ‪ 21‬ألف من المسلمين ‪ ،‬واستبك الطرفان ‪،‬‬

‫وقاتل المرتدون بشراسة ‪ ،‬فكان أول من أصيب في المعركة الصحابي الجليل (أبو عقيلٍ‬
‫الأنصاري ) رظ! بسهمٍ في كتفه سلَّ حركته ‪ ،‬فوقف هذا الأنصاري البطل على قدميه‬

‫ليسحب السهم من كتفه ‪ ،‬فسالت دماؤه كشلال متفجر‪ ،‬فحمله (عبد اللّه بن عمر) ا‪!-‬ال!هَبر‬

‫إلى خيمة العلاج مغشيًا عليه ‪ ،‬وفي هذه الأثناء دارت رحى المعركة لصالح المرتدين‪،‬‬

‫‪ . . . .‬اللّه‬  ‫الأنصار‪.‬‬  ‫اللّه ‪ . . . . .‬يا معاسر‬  ‫رسول‬       ‫‪ :‬يا أنصار‬         ‫السيوف‬  ‫ندا! من بين قعقعة‬  ‫فارتفع‬

‫على‬            ‫‪ .‬عندها فتح أبو عقيل عينيه وكأن زلزالاَ أصابه ‪ ،‬فتحامل‬                    ‫عدوكم‬  ‫على‬  ‫اللّه ‪. . . .‬والكرة‬

‫إلى سيفه ‪ ،‬فقال له الصحابي الجليل عبد اللّه بن عمر‪ :‬ماذا‬                                 ‫ساقيه يريد الوقوف والوصول‬

‫تريد يا أبا عقيل ؟! فقال له أبو عقيل ‪ :‬ألم تسمع المنادي ينادي باسمي ؟! ! فقال عبداللّه‪:‬‬

‫إنما يقول يا أهل الانصار ولا يعني الجرحى ‪ ،‬فقال أبو عقيل ‪ :‬أنا من الانصار وأنا أجيبه‬
   139   140   141   142   143   144   145   146   147   148   149