Page 149 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 149

‫‪914‬‬                                         ‫لمحي!‪! 14‬ب!د ا لتا اين!‬      ‫‪،00‬‬

  ‫الضعف بعد سليمان القانوني رحمه اللّه ‪ ،‬فانشغل العثمانيون في الدفاع عن أراضي المسلمين‬
              ‫في أوروبا في ظل هجمات متكررة من روسيا القيصرية في الشرق وفرنسا من الغرب ‪.‬‬

‫فب لْجدمسقط رأس محمد بن عبد الوهاب كان الناس يحجّون إلى قبر زيد ابن‬

 ‫الخطاب رضي اللّه عنه وأرضاه ويدعونه لتفريج الكرب ‪ ،‬وكشف النوب ‪ ،‬وقضاء‬
‫الحاجات ‪ ،‬وكانت هناك سجرةًاسمها "سجرة الذئب " يتبرك بها الناس ‪ ،‬فيطوفون حولها‪،‬‬

‫ويامها النساء ليعلقن عليها الخرق البالية لكي يسلم أولادهن من الموت والحسد‪،‬‬

‫والرجل الفقير يذهب إلى تلك الشجرة لكي ينال الرزق ‪ ،‬والمريض يذهب إليها لتشفيه!‬
 ‫في الحجازكان المسلمون يصلون في مسجد رسول اللّه ع!و أربع مراتٍ عند وقت كل‬

   ‫صلاة ‪ ،‬فأتباع المذهب الحنبلي لا يصلون خلف إمامٍ سافعي‪ ،‬وأتباع المالكية لا يصلون‬
‫خلف إمامٍ يتبع مذهب أبي حنيفة وهكذا‪ ،‬أما في مكة مسقط الوحي فقد كان الناس‬

                                                                                          ‫يطوفون حول قبور الصحابة!‬

‫في مصر انتشرت الطرق الصوفية المختلفة ‪ ،‬وتدافعت القوافل من مختلف أصقاع‬

‫أرض الكنانة إلى مدينة " طنطا" لتحج إلى قبر السيد البدوي كل عام ‪ ،‬داعين البدوي‬

‫القبور مكانًا يتكسب منه الدجالون ‪ ،‬فانهالت‬  ‫لتفريج الهم ‪ ،‬وزيادة الرزدتى ! وأصبحت‬

‫الموالد مكانًا خصبًا لطالبي الزنى ومتعاطي المخدرات ‪،‬‬  ‫عليهم أموال النذر‪ ،‬وأصبحت‬

                                            ‫وساع السحر والشعوذة أرجاء مصر!‬

‫النجف مكانًا لعبّافى القبور‬  ‫في العراق عُبد الحسين من دون الله ! وأصبحت‬

‫المناسبات الدينية موسمًا لطالبي المتعة الجنسية ‪ ،‬فاندفع سباب‬  ‫والأضرحة ‪ ،‬وأصبحت‬

‫الشيعة في طرقات الأضرحة الضيقة كل منهم يريد نصيبه من الرذيلة والفاحشة ‪ ،‬أما أهل‬
                                                       ‫السنة فصاروا يتبركون بقبر أبي حنيفة النعمان في بغداد!‬

‫في المغرب لم يكن الوضع في المغرب أفضل بكثيرٍ من المشرق ‪ ،‬فقد كان الناس‬

‫يدعون السيد عبدالقادر الجيلاني من دون اللّه ‪ ،‬وانتشرت الموالد والبدع ‪ ،‬وقدم الناس‬
                                                                                                   ‫النذور لشيوخ الطر!تى الصوفية!‬

‫الخلاصة أن العالم الإسلامي كان في صورة لا يحسد عليها‪ ،‬صورها المؤرخ‬
‫الأمريكي الوتروب ستودارد) بقوله ‪" :‬في القرن الثامن عشر كان العالم الإسلامي قد بلغ‬
   144   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154