Page 146 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 146

‫هل !لظيا ‪ 4‬ا هة ا لاللللاكا‬  ‫‪،00‬‬                                        ‫‪446‬‬

‫خارج الحديقة ‪" :‬يا معشر المسلمين ‪ ،‬احملوني وألقوني عليهم في الحديقة "‪،‬‬  ‫المتحصنين‬

‫وفعلأ تسلق هذا الفدائي السور وألقى بنفسه في الحديقة ‪ ،‬فانقض عليه عشرات المرتدين‬

‫يطعنونه بسيوفهم وهو يزحف والدماء تسيل منه نحو البوابة حتى فتحها‪ ،‬فاندفع‬
 ‫المسلمون في حديقة الموت كالسيل الجارف يقتلون أعداء اللّه قتلأ‪ ،‬ومن على بعد‬

 ‫مسافة كبيرة ‪ ،‬لاحظ الصحابي الجليل (وحشي بن حرب) رضي اللّه عنه وأرضاه مسيلمة‬
   ‫الكذاب يختبئ بين جنوده ‪ ،‬فأراد وحشي أن يكفر عن ذنبه أيام جاهليته حينما قتل سيد‬
‫الشهداء (حمزة بن عبد المطلب )‪ ،‬فقرر قتل أكذب كذابي الأرض مسيلمة الكذاب ‪،‬‬
‫فعالجه بضربة رمح ثاقبة ‪ ،‬فثقب بها صدر مسيلمة ‪ ،‬ليذهب ذلك الكذاب إلى مزبلة‬

‫التاريخ على يد وحشي جزاه اللّه خيرا‪ ،‬لينتصر فدائيو الإسلام في هذه المعركة المجيدة ‪.‬‬
‫وفي المدينة استقبلت كتائب النصر بالتكبير والتهليل ‪ ،‬إلا أن عمر بن الخطاب كان‬

‫يترقب الجنود العائدين يحاول أن يلمح ماردا طويل القامة بين صفوفهم ‪ ،‬ولكن دون‬

‫جدوى ‪ ،‬عندها اغرورقت عينا الفاروق بالدموع وهو يقول ‪" :‬رحم اللّه زيدا‪ ،‬سبقني إلى‬
‫الحسننين‪ ،‬أسلم قيلمي ‪ ،‬واستشهد قبلي ! ليظل زيد حبا في قلب أخيه الصغير‪ ،‬وحتى بعد‬

‫أن انتصر على الفرس في القادسية وعلى الروم في اليرموك فإن خيال حبيبه زيد لم يفارق‬

‫منها ريح زيد إ"‪.‬‬                  ‫فواده أبذا فكان يقول دائفا‪" :‬ما هبّت الصبا ‪ . . . .‬إلا وجدت‬

‫الغريب في الأمر أن الناس في منطقة في "نجد" انبهروا جدا ببطولة زيد بن الخطاب ‪،‬‬

‫فصاروا يأتون إلى قبره طلبا لزيارته والترحم عليه في أول الأمر‪ ،‬ثم تطور الأمر بعد ذلك‬

‫إلى التبرك بالقبر‪ ،‬وسنة بعد سنة أصبح الوضع خطيرا للغاية ‪ ،‬لدرجة أن الناسَ باتوا‬

‫يطومون حول القبر ويذبحون عنده النذور ويطلبون من صاحب القبر أمور دنياهم‬
  ‫واخرتهم ! واستمر الوضع كذلك حتى خرج من بين كثبان صحراء نجد عظيم جديدٌ من‬

    ‫عظماء هذه الأمة ‪ ،‬ليجدد لها دينها بدعوته إلى التوحيد‪ ،‬ليصبح اسمه اسفا مرعبًا لكل‬
                                                                                    ‫صاحب بدعة إلى يوم الناس هذا!‬

                                  ‫‪. . .. .. .. ..‬‬                       ‫يتبع‬
   141   142   143   144   145   146   147   148   149   150   151