Page 143 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 143
،43 لمحلإو ا !ب!كا التا اي! ،00
بعد أركان الصلاة والحج والصوم بل وحتى الشهادتين ،وإمّا مقاتلة أولئك المرتدين،
أما العامل الاقتصادي فلم يكن أبدا في الحسبان ،بل لقد مات أغلب الصحابة وهم
فقراء ،وإنما ركز المستشرقون محلى السبب الاقتصادي بالتحديد لكي يشوِّهوا صورة
الإسلام ويصورونه على أنه دين مادي بحت!
وإذا جاء ذكر المرتدين جاء ذكر عدو اللّه (مسيلمة الكذاب ) ،فلقد ظهر جنون هذا
الرجل مبكرًا حتى قبل وفاة الرسول محمد ! ،فقد بعث هذا الأبله الكذاب رسالة إلى
رسول اللّه يقول فيها" :من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول اللّه ،إني قد أُسركت في
الأمر معك ،فلنا نصف الأرض ،ولكم نصف الأرض ،أو تجعل لي الأمر من بعدك ،
ولكني أعلم أن قريسا قوم لا يعدلون " .فرد عليه أفصح إنسالق عرفته البشرية برسالة
قصيرةٍ يقول فيها:
"مِنْ مُحَمَّد رَسُوإ ،اللّهِ إِلَى مُسَيْالِمَةَ الْكَذَّابِ ،الصَّدلا! عَلَى مَنِ اتَّبَعَ
لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَ الْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" الْهُدَى ،إِنَّ الأرْضَر،
فادعى مسيلمة الكذاب النبوة وتبعه نفر من قومه ،ولكن الغالبية من أهل اليمامة لم
تصدقه ،حتى حدث أمر خطير غيَّر من موازين القوى ،فلقد ظهرت سخصية خطيرة ،هي
سخصية المجرم (الرجَّال بن عنفوة) ! والحكاية تبدأ عندما ذهب الرجَّال ذات يوم الى
الرسول !ياله مبايغا ومسلمًا ،فلما تلقّى منه الاسلام عاد الى قومه ،ولم يرجع الى المدينة
الا إثر وفاة الرسول !ياله واختيار الصدّيق خليفة على المسملين ،فنقل إلى أبي بكر أخبار
أهل اليمامة والتفافهم حول مسيلمة ،واقترح على الصديق أن يكون مبعوثه اليهم ليثبّتهم
على الإسلام ،فأذن له الخليفة ،فتوجّه الرّجّال الى أهل اليمامة بتفويضبى سخصي من
الخليفة الإسلامي ،فحدّثته نفنسه الغادرة أن يحتجز له مكانا في دولة الكذّاب التي ظنّها
مقبلة ،وانتظر أهل اليمامة ما ستسفر عنه المفاوضات بين الرجّال رسول أبي بكر من
جهة وهسيلمة الكذاب من جهة أخرى ،فخرج الرجّال على أهل اليمامة وجمع الناس له
ثم سار بين الناس يقول لهم إنه سمع رسول اللّه ع!يمّ يقول :أنه أسرك مسيلمة بن حبيب
في الأمر! وما دام الرسول ع!ي!إ قد مات ،فأحق الناس بحمل راية النبوّة والوحي بعده ،هو
مسيلمة ! فارتد جُل أهل اليمامة بسبب هذا المجرم ،وتم قتل من بقي من المسلمين على