Page 148 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 148

‫!ل لحظما ‪ 8‬اهة الإللللا!‬  ‫‪004‬‬  ‫"‬  ‫‪148‬‬

‫بعد أن اسمه الحقيقي هو حيّاوي !)‪،‬هذا الزميل الشيعي لم يكن له هم في الحياة إلا‬

‫تحذيري من خطر الوهابية ‪ ،‬بل إنه تطوع لكي يحذر بعض الرفاق الأوروبيين بلغته‬

‫الإنجليزية الركيكة من خطر (الوهّابزم) (ول ‪ 3‬أ؟!؟؟!كث!) حتى صار يكرر ذلك التحذير‬

                               ‫عليهم لدرجةٍ جعلتني أناديه باسم (عمر وهّابزم) !‬

                                  ‫وصدق الساعر إذ قال ‪:‬‬

‫طُويت أتاح لها لسان حسود‬       ‫وإذا أراد الله نشر فضيلة‬

‫ما كان يُعرف طي! عَرف العود‬    ‫لولا اشتعال النار فيما جاورت‬

        ‫فلقد دفعني عمر وهّابزم أو حيّاوي وهّابزم اعالا كان اسمه إلى أن أفتش في صفحات‬
‫خلت من التاريخ ‪ ،‬علّي أجد سرحًا وافيًا لهذه الظاهرة التي سغلت بال الناس في‬

  ‫السنوات الأخيرة ‪ ،‬ولأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره ‪ ،‬فإننا لا نستطيع أن نحكم‬
‫على إنسانٍ إلّا من خلال أعماله أوأقواله ‪ ،‬لا من خلال ما يقال عنه من أعدائه أو حتى من‬

‫أصدقائه ‪ ،‬فالوهابية تنسب أساسًا إلى رجل من صحراء نجد السمه الشيخ محمد ابن‬

‫عبد الوهاب التميمي ‪ ،‬والذي وُلد سنة ‪ 307‬ام وتوفي سنة ‪ 297‬ام ‪ ،‬هذا الرجل حفظ‬

‫كتاب اللّه صغيرًا وتعلم على أيدي علماء مكة والمدينة ‪ ،‬قبل أن يرحل إلى البصرة لينهل‬

‫نجد والحجاز‬  ‫من علمائها أحاديث رسول اللّه ع!ياله‪ ،‬وبعد تنقلاته العديدة بين صحاري‬

‫والعراق ‪ ،‬وفي سن التاسعة عشرة قرر هذا الشاب أن يجهر بدعوةٍ عجيية ‪ ،‬لقد قرر محمد‬
                                                                            ‫ابن عبد الوهاب أن يجهر بدعوة التوحيد!‬

‫وقد يعجب المرء من أمر هذا الشاب الصغير الذي يدعو إلى توحيد اللّه تعالى بعد‬

    ‫أكثر من اثني أحد عشر قرئا من وفاة رسول اللّه ع!ر‪ ،‬وأين ؟ ! في مهبط الوحي في الجزيرة‬
‫العربية نفسها ! إ ! فإذا كنت تعتقد أن التوحيد هو مجرد نطقك لشهادة أن لا إله إلا اللّه‬

‫فأنت واهم ! ولكي نفهم ذلك أكثر فإنه يجب علينا أن نبحر بها من جديد عبر بوّابة الزمن‬

‫لكي نرى حال الأمة الإسلامية في في أواخر القرن الثاني عشر الهجري ‪ ،‬الموافق الثامن‬

                                                                                                                                            ‫عشر الميلادي ‪:‬‬

‫الخلافة ا!مانية والتي كانت !حكل أغلب ديار الإسلام كانت قد دخلت في طورٍ من‬
   143   144   145   146   147   148   149   150   151   152   153