Page 150 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 150

‫‪ ،00‬هل لمحظما ‪ 4‬اهة الاللللا!‬                                                       ‫‪015‬‬

‫من الانحطاط أعظم مبلغ ‪ ،‬فقد ألبست الوحدانية التي علمها صاحب الرسالة الناس‬

‫ثوبًا من الخرافات وقشور الصوفية ‪ ،‬وخرج الناس من مكان إلى مكان يحملون في‬

        ‫أعناقهم التمائم والتعاويذ والسبحات ‪ ،‬وانتشر الحج إلى قبور الأولياء‪ ،‬فلو عاد صاحب‬

‫الرسالة إلى الأرض في ذلك العصر ورأى ما كان يُدعى الإسلام لغضب ! "‬

 ‫وفي ظل هذا الجو القاتم ظهر من صحراء نجد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ‪ ،‬فدعا الناس‬
‫إلى ترك هذه الخزعبلات والرجوع إلى الإسلام الصحيح ‪ -‬إلى التوحيد ‪ -‬وأوضح لهم أنه لا‬

‫يكفي المسلم أن يقول عن نفسه موحدًا للّه من دون أن يُعكس ذلك على أفعاله وأقواله!‬

‫وقد علم الشيخ ابن عبد الوهاب أن أغلب زوّار القبور والأضرحة وحتى الذين‬
   ‫يدعون الأموات يدركون أن اللّه واحد‪ ،‬وهم إنما يذهبون إلى قبور الأولياء الصالحين‬

‫طلبًا للبركة التي تقربهم إلى اللّه ! فقام الشيخ محمد بن عبدالوهاب بتوضيح معنى‬
‫التوحيد لهؤلاء المساكين بأن اللّه لا يحتاج إلى واسطة في دعائه ! فلقد طلب اللّه من‬

 ‫رسوله الكريم أن يبين للناس ما قد سألوه من أمور مختلفة بقوله (قل) أي قل يا محمد‪،‬‬

‫في كتابه الكريم ‪ ( :‬وَبَشلُونَفَ عَنِ اَفحَيفِى فُى هُوَأَذى !هو أ البقرة ‪. )222 :‬‬  ‫فقال اللّه عز وجل‬

‫‪ ! ( . )022 :‬يَمخلُونَكَ عَنِ آ لأَهِلًة قلْ!‬    ‫(وَلمجئلُونَكَ عَنِ اَليَتَنَئ قُل إضلَاخمممْ أض! ! ا!ىة‬

       ‫مَوَقِيتُ لِدئاسَ وَاَنحَخ !أ البترة ‪ . ) 918 :‬ولم يستثنِ اللّه من ذلك إلا حالة واحدة ‪ ،‬هي حالة‬
‫الدعاء! فقد قال اللّه في الاَية السادسة والنمانين بعد المائة من سورة البقرة ‪ ( :‬وَإذَا‬

                                                 ‫سَأَلَفَ عِبَادِى عَتى فَإق قَرِلمجث أجُيبُ رَغوَةَ اَلذَاعِ إذَا دَعَانِ ! ‪.‬‬

‫وأوضح الشيخ لهم أن اللّه لم يقل "فقل إني قريب " ! فليس هناك واسطةٍ بين دعاء‬

‫هذه الواسطة هو رسول اللّه لمجو ! ثم بين لهم الشيخ ابن‬  ‫العبد وربه حتى ولو كان صاحب‬

‫أنه لا يجوز أبدًا دعاء الأموات ‪ ،‬وذكر لهم ما قاله اللّه في سورة فاطر من أمر‬         ‫عبدالوهاب‬

                                                 ‫دعاء الأموات والأولياء الصالحين‪:‬‬

‫إِن تَذعُوهُوْ لَايسَتمَعُوْا دُعَاَ بَهو وَلَؤ‬  ‫(وَاَئَذِجمتَ تَذعُوتَ مِن دُونِهِء مَا يَقلِكوُتَ مِن قِظمِيرٍ !‬

‫وَلَا ينُئئُلثَ مِثلُنجَيرٍ !!و ‪.‬‬                ‫!وْا مَا اَسْتَجَابُوأ لَكؤ ويَزمَ اَتقِنمَةِ يَكفُرُونَ بِشر!ي‬

‫وبين الشيخ محمد بن عبدالوهاب أن اللّه قد قال أولًا (دعاءكم) ثم قال (سرككم)‬

                                                 ‫أي أن دعاء غير اللّه يُدخل الإنسان في حالة الشرك الاكبر!‬
   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154   155