Page 153 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 153

‫‪، 53‬‬                                                         ‫‪ ، 00‬لمحلإ ‪! 14‬ب!د ا لتا اين!‬

                        ‫جماعة المرابطين ))‬                   ‫"صؤسس‬

                ‫لهذ ‪ 0‬ألأمة أمر دينها"‬  ‫كل مائة عام من يصلح‬  ‫رأس‬  ‫على‬  ‫يبعث‬  ‫اللّهإن‬  ‫"‬

‫لله !طَيلأ)‬  ‫ا‬  ‫( رسول‬

                                                                        ‫كلما غوَّرت أكثر في هذا الكتاب اكتشفت العجب!‬

   ‫كنت أعلم منذ البداية أن عظماء هذه الأمة لديهم من الخصائص ما يجمعهم‬
‫ويوحدهم تحت سقف واحد‪ ،‬ولكن ما كنت أجهله فعلًا هو ذلك الشبه العجيب الذي‬

  ‫يتكرر تباعًا بين عظماء امة الإسلام المائة ‪ ،‬وكأنهم وُلدوا إخوانًا! أو كأنهم خُلقوا جميعًا‬

‫من نفس الجينات البشرية ! فالقصص تتكرر بشكل عجيب أذهلني سخصيا‪ ،‬فعندما‬
 ‫بدأت كتابة هذا الكتاب وقررت أن أصل بين كل غظيم والعظيم الذي يليه ‪ ،‬ساورني‬

 ‫بعض الشك في إمكانية ربط أناسٍ من بلدان مختلفة وأعراق مختلفة وأزمانٍ مختلفة‪،‬‬
 ‫ولكنني أعترف أنه إلى حد الآن ‪ -‬وبعد أن أنجزت ما يقرب من ثلث هذا الكتاب ‪ -‬لم‬
‫أجد صعوبة تذكر في ربطٍ أي منهم بالآخر! بل إن الشيء الأعجب في الأمر‪ ،‬والذي لا‬
  ‫يعرفه القارئ الكريم ‪ ،‬أنني لا أمتلك أي خطة عمل في ترتيب العظماء المائة ! فكاتب هذا‬

   ‫الكتاب مثل قارئه لا يعرف من سيأتي بعد ذلك ! فعلى سبيل المثال لا الحصر لم يكن‬
     ‫ضمن حساباتي مثلًا أن اكتب عن هذا العظيم الإسلامي في هذا الموضع ‪ ،‬وإنما جاءت‬

  ‫فكرة الكتابة عنه قبل عدة ساعات وفي نفس هذا اليوم الذي انتهيت فيه من الكتابة عن‬
   ‫الإمام محمد بن عبد الوهاب ! فالقصة بينهما ليست متشاجهة فحسب ‪ ،‬بل إنها تكاد تكون‬
  ‫متطابقة تمامًا‪ ،‬ولكن مع تغييرٍ قي مسرح الأحداث من صحراء نجدٍ في جزيرة العرب إلى‬
 ‫صحراء موريتانيا في الغرب الأفريقي ‪ ،‬وتغييرٍ في الزمان من القرن الثاني عشر الهجري إلى‬

                                                                                                                       ‫الخامس الهجري ‪.‬‬
 ‫هناك في أقصى الجنوب الموريتاني كانت أحوال المسلمين مزريةً للغاية ‪ ،‬فبالرغم‬
   148   149   150   151   152   153   154   155   156   157   158