Page 158 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 158
،00هل لمحظ!ا 4اهة الإللللا! 158
إلا في حالة أمة الإسلام فقط ،فلقد رفض الشيخ أبوبكر تسلم مقاليد الإمبراطورية!
وفضَّل على ذلك أن يترك الحكم لابن عمه ،ليستمرَّ هو في الدعوة إلى الله ،ليس ذوث
فحسب . . . .بل ذهب الشيخ أبو بكر إلى زوجته وأخبرها أنه وهب نفسه له سبحانه
وتعالى ،وأنه عازلم على الشهادة في سبيل اللّه ،وأخبرها بأنه قد نوى على تطليقها لكي لا
يظلمها معه في رحلته الدعوية الطويلة ،بعد ذلك ودع الشيخ أبو بكر ابن عمه الذي
أجهس بالبكاء في وداعه ،وتعانق البطلان عناقًا أخيرًا ،لينتقل بطلنا مرة أخرى إلى عمق
القارة السمراء ،يدعو الناس إلى عبادة اللّه الواحد ،ويجاهد في سبيله ملوك الكفر
والظلم ،حتى جاء ذلك اليوم الذي كان فيه الشيخ أبو بكر بن عمر اللنتوني في رحلة
دعوية جديدة في إحدى غابات أفريقيا الاستوائية ،هناك انطلق سهم غادرٌ من قوس أحد
الملوك الوثنيين ،ليستقر في قلب هذا البطل الإنساني العظيم ،ليسقط فاتح أفريقيا سهيدًا
لإذن اللّه ،وليسجل التاريخ الإسلامي اسم القائد الشيخ المجاهد البطل أبوبكر بن عمر
اللنتوني بحروف من نور في قائمة العظماء ،فلا يصلي شيخ في "أبيدجان " ،ولا يُرفع
الأذان في "دكار" ،ولا يسجد طفل في "وجادوجولما ،ولا يزكي مسلم في " أكرا" ،إلا وكان
من أجرهم للشيخ المجاهد البطل أبو بكر بن العمر اللنتوني مثل أجرهم . . . . .لا ينقص
سيء.
وقبل أن نعرف بقية قصة المرابطين ،ونعرف اسم ابن عم الشيخ أبي بكر اللنتوني،
وما الذي فعله في الأندلس بعد ذلك ،ينبغي علينا أولًا أن نسافر بجمل من جمال
"مراكش " إلى ميناء داطنجة " المغربي ،لنستقل المرابطين الأبطال ،لينقلنا من عاصمتهم
سفينة من هناك نعبر بها مضيق "جبل طارق لما ،لتنقلنا إلى الأندلس من جديد ،لنرى معًا ما
الذي كان يدور على أرضها في ذفس ذلك الوقت الذي تأسست فيه دولة المرابطين في
الغرب الأفريقي!
فما هي قصة ملوك الطوائف ؟ ولماذا ركز المستشرقون على تلك الفترة بالذات من
تاريخ الأندلس ؟ ومن هو ذلك الرجل العظيم الذي استحق أن يضاف اسمه لقائمة المائة
على الرغم من كونه ملكًا من ملوك الطوائف ؟!
يتبع .... ....