Page 161 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 161
461 لمحلإو ا !ب!د التا اين! ،00
"بربشتة " التي أخذها أخوه منه ،فقام الصليبيون بقتل 155ألف من المسلمين في يوم
واحد في بربشتة ،ثم قام الصليبيون باغتصاب الفتيات المسلمات في طرقات تلك
المدينة ،قبل أن يرسلوا 7أ لاف فتاة بكر من أجمل بنات المسلمين كهدية إلى ملك
"القسطنطينية " الصليبي في المشرق .أفا ملوك الطوائف ،فقد زاد عددهم يومًا بعد يوم،
وتلقبوا بألقاب كبيرة ،فكان منهم المعتصم والمعتضد والمعتمد والناصر ،وكان كل
منهم أميرا للمؤمنين ،فكان المرء يمشي مسيرة يوم واحد ليقابل ثلاثة من أمراء المومنين
في دويلات الأندلس المتشظية ،مما دفع ساعر الأندلس في ذلك الوقت (أبا بكر بن
عمار) لكي يصف ذلك الوضع المزري في الأندلس بقوله:
ألقابُ مُعتمد فيها وَمُعْتَضِدِ مما يُزهِّدُني في أرْضِ أندلسبى
كَالهِرِ يَحْكي انْتِفاخا صَوْلة الأسَدِ ألقْابُ ممَلكَة في فَي -مَوْضِعِها
وفي الوقت الذي دفع فيه جميع ملوك الطوائف الجزية للصليبيين مقابل البقاء على
كراسيهم ،أبى منهم ملأ واحدٌ فقط أن يعطي الدنية في دينه ،وهو ملك مملكة
"بطليوس " في "البرتغال " ،ألا وهو الملك البربري (المتوكل باللّه بن الأفطس ) ،والحقيقة
أن هذا الموقف يكفيه لكي ينضم إلى قافلة المائة العظماء في هذه الأمة ،فأن يحاول
المرء مجرد الوقوف في وجه التيار في مثل هذه الظروف ،يجعل منه بطلًا بالضرورة ،فلم
يكتفِ ابن الأفطس بعدم دفع الجزية فحم! ب ،بل بعث برسالة قوية يرد فيها على
(ألفونسو) الذي توعده بالحرب إن لم يقتدِ بإخوانه من ملوك الطوائف ويدفع الجزية،
فكان رد المتوكل عليه:
"وصل إلينا من عظيم الروم كتاب مدع في المقادير وأحكام العزيز القدير ،يرعد
ن علم تارة ثم يفرق ،ويهدد بجنوده المتوافرة وأحواله المتظاهرة ،ولو ويبرق ،ويجمع
أ
" له جنودا أعز بهم الإسلام وأظهر بهم دين نبيه محمد عليه الصلاة والسلام أعزّة على
،ولإن في سبيل اللّه لا يخافون ،بالتقوى يُعرفون وبالتوبة يتضرعون الكافرين ،يجاهدون
لمعت من خلف الروم بارقة فبإذن اللّه وليعلم المؤمنين ،وليميز اللّه الخبيث من الطيب
ويعلم المنافقين .أما تعييرك للمسلمين فيما وهى من أحوالهم فبالذنوب المركومة ،ولو