Page 159 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 159
، 95 لمحلإو ا !ب!كا التا اين! ،00
((العزيؤفي ؤمن الذلة"
"ليس بيننا وبينك يا ألفونسو إ لا السيوف ،تشهد بحدها رقاب قومك"
(المنوكل بن الأفطس)
لو لم أكن أعرف نسبي جيدًا حتى أصل به إلى (سبأ بن يشجب بن يعرب ابن
حينها أنني امرءٌ من البربر! فلقد ذكرت أبطال البربر كثيرًا لدرجة بت قحطان ) ،لشككت
أخشى فيها أن يتَهمني البعض بمحاباتي للبربر على حساب غيرهم في هذا الكتاب !
والحقيقة أنني نفسي متفاجئ من تاريخ قبائل الأمازيغ الذي لا نعرف عنه سيئًا ،فلقد قدّم
أولئك القوم الكثير لأمة محمد ووخص ،ولو لم يكن فيهم إلأ رجلًا واحذا هو الشيخ (عبد
اللّه بن ياسين ) أو الشيخ (أبو بكر بن عمر اللنتوني) لكفاهم ،إلا أنني لا أستطيع أن اغفل
ذكر بطل إسلامي عظيم ظهر في زمن ضعف وهوان ،فأن تكون عظيفا في زمن العظماء
فهذا شيءٌ عادي ،أما أن تكون عظيفا في زمن ندرت فيه العظمة ،فأنت وقتها عظيم
بالفعل!
وعظيمنا هو البطل الإسلامي البربري (المتوكل بن الأفطس ) ،وهو ملك ظهر في
زمن ملوك الطوائف ،وهي فترة من فترات الضعف والتفرق في الأندلس استمرت من
سنة 422هـإلى سنة 947هـ ،أي أنها فترة استمرت 57سنة من حكم المسلمين الذي
امتد لاكثر من 008سنة في الأندلس ! ومع ذلك لا يذكر إعلامنا الأندلس إلا وسلط
الأضواء على عهد ملوك الطوائف ،وكأن تاريخ الأندلس كان كله تاريخ ملوك الطوائف!
وليس عندي أدنى سك أن ذلك تطبيق عملي د "نظرية الغزو التاريخي " التي سبق وأن
تطرقنا إليها مرازا في هذا الكتاب ،فمن أهم بنود هذه النظرية بندٌ يقوم فيه الغزاة بتسليط
الضوء على مراحل الضعف التي مرت بها الأمة ،وذلك لكي يشعر سباب الإسلام بأن
تاريخهم أسود بالمجمل ،فينغرس في عقلهم الباطن بأن أمتنا ما هي إلى نبتة برية سُقيت
بأوساخ التاريخ ،فينعدم كيان سبابنا ،وتسود فيهم روح الانكسار ،ولا يبقى لهم في النهاية