Page 155 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 155
155 لمحي! 4ا !ب!د ا لقا ا إف! ،00
أن روى لهم الشيخ حديث رسول اللّه ع!ي! ((رباط يومٍ وليلةٍ خير من صيام سهرٍ وقيامه "،
ثم جاء خمسة شباب اخرين ،فصار المرابطون عشرة ،ثم صاروا عشرين ،فمائة ،فوضع
الشيخ لجماعة المرابطين برنامجًا قاسيًا في التربية ،فكان عليهم قيام الليل ،وصيام النهار،
وحفظ القرآن ،وصيد طعامهم من غابات السنغال بأيديهم ،فصار الشيخ يعلمهم فنون
القتال بنفسه ،وما هي إلا أربعة أعوامٍ حتى صار بين يدي الشيخ عبد الله بن ياسين ألف
رجل من المرابطين الأشداء السليمي العقيدة ،وفي هدية من هدايا اللّه سبحانه وتعالى،
يؤمن زعيم قبيلة "لنتونة " وهي فرعٌ اخر من فروع "صنهاجة " ،كان هذا الرجل اسمه
(يحمى بن عمر اللنتوني) ،ليدخل هذا الشيخ جزاه اللّه كل خير بين يومٍ وليلة جميع رجال
قبلمته المقدر عددهم بسبعة آلاف رجل في جماعة المرابطين ،في الوقت الذي احتاج فيه
الشيخ المجاهد عبد اللّه بن ياسين إلى أربع سنواتٍ ليجمع فيها الف مرابط فقط!
وبعدها بأيام يموت الشيخ يحمى بن عمر اللنتوني رحمه اللّه بعد أن أدخل قبيلة كاملة إلى
دين التوحيد ،ويالها من خواتيم ! وبعد ذلك دخلت "جدالة " كلها مع المرابطين ،ليصبح
عدد المرابطين اثني عشر ألفا ،لينشر ابن ياسين المرابطين بين القبائل البربرية يدعوهم
إلى دين الله الصحيح من جديد ،وفي إحدى طلعاته ،أغارت قبيلة من القبائل المبتدعة
على الشيخ ومن معه من المرابطين ،فطلب المرابطون منه أن يبقى في خيمته ليقوموا هم
بحمايته ،إلّا أن الشيخ المجاهد عبد اللّه بن ياسين تناول سيفه ولبس عدة القتال وقال
للمرابطين من حوله " :إني لأرجوا أن يرزقني الله الشهادة ،فإذا قتلت فادفنوني في نفس
المكان الذي أسقط فيه" وفعلًا استشهد الشيخ البطل عبد اللّه بن ياسين في ميدان الجهاد،
ودُفن رحمه اللّه في مكان استشهاده كما اوصى.
فما الذي حصل لجماعة المرابطين بعد مقتل زعيمها؟ وكيف تطورت جماعة
المرابطين التي بدأت بخيمة على نهر السنغال لكي تصبح أكبر إمبراطورية عرفتها أفريقيا
وأوروبا؟ ومن يكون ذلك الرجل العظيم الذي أدخل بمفرده خمسة عشر دولة أفريقية في
دين اللّه؟
. . .. . .. . .. . . .. . . يتنع