Page 164 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 164
هلى لحظدا 4اهة الاللللا! ،00 164
((زعيم إمبراطووية المرابطين ))
يوسف بق تاشفك
" واللّه لئن لم ترجع لأروحنّ لك بمروحة من المرابطين"
(المعثمد بن عئاد)
كنت أتمشى في سوارع مدينة "إسبيلية " الساحرة في ليلةٍ من ليالي صيف عام
9002م ،وقتها كنت أستحضر في مخيلتي حصار (ألفونسو السادس ) لهذه المدينة
الحصينة ،والحقيقة أنني كنت فيما سبق أتساءل كيف وصل المسلمون في عهد ملوك
الطوائف إلى تلك الحالة المزرية التي وصلوا إليها ،وأستهجن ما كان يفعله أمراء
الطوائف ،ولكنني حينما رأيت أسجار البرتقال الممتدة على سوارع إسبيلية ،ورأيت
بعدها حدائق قرطبة الغّناء ،ومشيت في طرقات غرناطة الموصلة لقصنر الحمراء ،طرحت
علي نفسي سؤا ،صريحا :ماذا لو كنت أنا أميرًا على مدينة من مدن الأندلس في عهد
ملوك الطوائف ،هل كنت سأقبل التنازل عن كرسي الحكم ؟ ولو كنت مكان (المعتمد
بن عبّاد) هل كنت سأجازف بقتال (ألفونسو السادس )؟ أم كنت سأدفع له الجزية مقابل
أن أبقى بجانب (اعتماد الرميكية) وهي تنشد لي الألحان الشجية تحت أسجار البرتقال
تلك؟!
الحقيقة أنني وإن كنت لا أجد عذزا لتلك الحالة المهينة التي وصل إليها ملوك
الطوائف ،إلّا أنني أدركت بالفعل عظم تلك الفتنة التي تعرضوا لها في تلك البلاد
الساحرة ،ومما زاد من إدراكي هذا هو ملاحظة مهمة لاحظتها خلال زيارتي لإسبانيا. . .
فلقد رأيت هناك أن لكل مدينة حدودا طبيعية تحيط بها من جميع الاتجاهات ما بين
جبالي وأنهايى وبحار ،مما يدفع كل مدينة أندلسية لتشكل دويلة مستقلة في حد ذاتها ،ولا
سك أن هذا يزيد من رغبة الفرد بالاستقلال ،ولعل ما تشهده إسبانيا الاَن من تفرق بين
مدنها ما بين حكم ذاتي في "كانالونيا" ومطالبة بالاستقلال من إقليم "الباسك " لهو خير