Page 165 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 165

‫‪،65‬‬                                                ‫‪ ،00‬لمحلإأا !ب!فى التا ايث!‬

                                                   ‫دليل على حال تلك البلاد !‬

‫بعد هذه المقدمة التي أحسب أنها من الأهمية بمكان ‪ ،‬نعود إلى إشبنلة مرةً أخرى ‪،‬‬

‫فبعد أن بعث ألفونسو السادس تلك الرسالة التي يهزا بها من ابن عباد ويطلب منه أن‬

‫يبعث له بمروحة يروح بها عن نفسه لكي يطيل أمد الحصار‪ ،‬قلب ابن عباد الرسالة‬

‫ن‬                          ‫!"‪ ،‬فما‬  ‫المرابطين‬  ‫من‬  ‫وكتب على ظهرها‪ " :‬واللّه لئن لم ترجع لأروحنّ لك بمروحة‬
                        ‫إ‬

‫قرأها ألفونسو حتى ولى الأدبار ورجع إلى دياره مخافة أن يستنجد المسلمون‬

‫بالمرابطين الذين ذاع صيتهم في مختلف أرجاء العالم في ذلك الوقت ‪ ،‬وبعد أن رأى ابن‬
 ‫عباد ردة فعل ألفونسو السادس لمجرد سماعه باسم المرابطين ‪ ،‬أرسل إلى ملوك‬

‫الطوائف لكي يتم اجتماع القمة الأول ل ‪ 22‬دويلة من دويلات الطوائف ‪ ،‬وفعلًا تم عقد‬

‫اجتماع القمة الطارئ لملوك الطوائف ! فروى ابن عباد حكايته مع ألفونسو‪ ،‬وما فعله‬

 ‫عند سماعه باسم المرابطين ‪ ،‬ثم أخبرهم أن ألفونسو لن يستسلم بهذه البساطة ‪ ،‬وأنه حتمًا‬
   ‫سيكرر فعلته مع جميع الدويلات حتى ينهي الوجود الإسلامي كما وعد اباه وهو على‬

‫فراش الموت ‪ ،‬فاقترح ابن عباد أن يبعث برسالة إلى المرابطين يطلب منهم أن يأتوا‬

‫لإنقاذ المسلمين في الأندلس ! عند ذلك عمَّ الهرج قاعة الاجتماع رفضًا لهذا الاقتراح من‬

‫ابز! عباد‪ ،‬فصاح أحدهم بابن عباد‪" :‬هل تريد أن تجلب لنا هولاء البدو من رعاة الإبل‬

‫لثي يحاربوا ألفونسو‪ ،‬ثم إذا ما انتصروا عليه مكثوا في ديارنا الخضراء وسلبونا الحكم‬
‫وجحلونا رعاةً لإبلهم ؟ ! عند ذلك وقف المعتمد ابن عباد ملك إسبيلية بين الحضور‬

                                                   ‫وقال قولة حفظتها كتب التاريخ لنا‪:‬‬

           ‫واللّه لأن أرعى الإبل في صصراء المغرب ‪ . . .‬خيز لي من أن أرعى الخنازير في أوروبا!‬

‫عندها وقف عظيمنا السابق ملك "بطليوس " (المتوكل بن الأفطس ) وأعلن تأييده‬

‫لذلك الاقتراح ‪ ،‬ثم قام (عبد اللّه بن بلقين) ملك "غرناطة " ووافق أيضًا‪ ،‬فبعث ابن عباد‬
                                                                                               ‫برسالة الاستغاثة العاجلة إلى المغرب !‬

 ‫فما أن وصلت رسالة الاستغاثة من المسلمين في الأندلس ‪ ،‬حتى قرأها زعيم‬

 ‫المرابطين القائد المجاهد (يوسف بن تاسفين اللنتوني) ابن عم الشيخ المجاهد (أبي بكر‬
‫ابن عمر اللنتوني)‪ ،‬فركب سفينةً هو وبعض جنده متجهًا إلى ضفة المتوسط الشمالية في‬
   160   161   162   163   164   165   166   167   168   169   170