Page 166 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 166
،00هل ظظ!ا 4اهة الإللللا! 166
الأندلس ،وعندما بلغ ابن تاسفين منتصف مضيق جبل طارق ،هبت عاصفة قوية كادت
أن تغرق المركب ،لولا أن القائد الرباني يوسف بن تاسفين والذي تربّى على يدي الشيخ
(عبد الله بن ياسين ) رفع يديه إلى السماء في منتصف البحر وقال " :اللهم إن كنت تعلم في
عبورنا هذا البحر خيزا لنا وللمسلمين فسهّل علينا عبوره ،وإن كنت تعلم غير ذلك
فصعبه علينا حتى لا نعبره " وما إن فرغ من دعائه حتى سكنت الريح ،فما إن وصل
الشيخ ابن تاسفين إلى سواحل الأندلس حتى قامت سعوب الأندلس تستقبله فرحة
بقدوم هذا البطل الأسطورة والذي لطالما سمعوا عن قصص بطولاته مع بقية جموع
المرابطين المجاهدين ،واستقبله ابن عباد بالترحاب ،فتقدم جيش المسلمين المتكون
من 03ألف مقاتل إلى الشمال لمكان يقال له "الزلاقة " ،فسمع (ألفونسو السادس )
بالخبر ،فأعلن "الفاتيكان " حالة الطوارئ القصوى في أوروبا بأسرها ،فأرسل بابا
الفاتيكان رسالة إلى الكاثوليك في مختلف أرجاء أوروبا يضمن فيها الغفران لكل من
يشارك في هذه المعركة ،ووعد كل من ي!،رب بمفتاع يحصل على من البابا شخصيًا،
هذا المفتاح هو مفتاح قصره في ا!نجنة ! عند ذلك تجمع الفرسان من فرنسا وإيطاليا
وألمانيا وإنجلترا (وقد كانت كاشوليكية آنذاك ) ،فتجمع لألفونسو السادس ضعف عدد
المسلمين ،مدججين باَخر ما يوصلت إليه مصانع أوروبا الحربية ،هدفهم جميعًا تدمير
الوجود الإسلامي في الأندلس إلى الأبد في تلك الموقعة الفاصلة ،موقعة "الزلاقة "،
فوقف ألفونسو السادس متبجحًا بهذا الجيس الجرار وقال " :بهذا الجيس أقاتل الجن
والأنس ،وأقاتل ملائكة السماء ،وأقاتل محمدًا وصحبه " .فعسكر الفريقان قبالة الزلاقة
في يوم الخميس ،وفي ذلك الوقت صنع الأمير البطل يوسف بن ناسفين سيئًا عجيبًا كان
ملوك الطوائف قد نسوه منذ زمن بعيد ،فلقد أرسل ابن ناسفين رسالةً إلى ألفونسو
يدعوه فيها للإسلام أو دفع الجزية ! ويقول فيها" :من أمير المسلمين يوسف ابن تاسفين
إلى ملك الروم ألفونسو السادس ،سلام على اتبع الهدى وبعد ،بلغنا أنك دعوت أن
يكون لك سفنًا تعبر بها إلينا ،فقد عبرنا إليك ،وستعلم عاقبة دعائك ،وما دعاء الكافرين
إلا في ضلال ،وإني أعرض عليك الإسلام ،أو الجزية عن يد وأنت صاغر ،أو الحرب ،
ولا أؤجلك إلا لثلاث " .عند ذلك استشاط ألفونسو السادس غضبًا من هذا القائد