Page 167 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 167

‫‪167‬‬                        ‫‪ ،00‬لمحي!إا !ب!دالتا(إبف!‬

‫المسلم الذي يمتلئ عزة وكرامة ‪ ،‬بعد أن كان هو من يأمر ملوك الطوائف بدفع الجزية‪،‬‬
 ‫عندها أراد ألفونسو أن يخدع المسلمين فكتب ليوسف بن تاسفين ‪" :‬غدًا هو الجمعة‪،‬‬
‫وهو عيد للمسلمين ونحن لا نقاتل في أعياد المسلمين ‪ ،‬وأن السبت عيد اليهود‪ ،‬وفي‬

‫جيشنا كثير منهم ‪ ،‬وأما الأحد فهو عيدنا‪ ،‬فلنوجل القتال حتى يوم الإثنين " ولكن يوسف‬

‫من جنوده ن‬                 ‫ابن تاسفين كان يعلم أن الصليبيين قومٌ لا يوفون بعهودهم أبدًا‪ ،‬فطلب‬
                        ‫أ‬

‫يظلوا على استعداد ويقظة ‪ .‬أما ألفونسو السادس فقد رأى في نومه حلفا غريبًا‪ ،‬فقد رأى‬

‫وكأنه راكب على فيل يضرب نقيرة طبلٍ ‪ ،‬فهالته رؤياه وسأل عنها القساوسة فلم يجبه‬
‫أحد‪ ،‬فدس يهوديًا عن من يعلم تأويلها من المسلمين ‪ ،‬فذهب ذلك اليهودي إلى شيخ‬

‫من سيوخ المسلمين على دراية بتأويل الأحلام ‪ ،‬فقصها عليه ونسبها إلى نفسه ‪ ،‬فقال له‬
   ‫الشيخ المسلم ‪ :‬كذبت أيها اليهودي ! ما هذه الرؤيا لك‪ ،‬ولا بد أن تخبرني عن صاحبها‬

‫وإلا فاغرب عن وجهي ‪ ،‬فقال له اليهودي ‪ :‬اكتم ذلك ‪ ،‬هذه الرؤيا للملك ألفونسو‬

  ‫السادس ‪ ،‬فقال الشيخ المسلم ‪ :‬قد علمت أنها رؤياه ‪ ،‬ولا ينبغي أن تكون لغيره وهي تدل‬
  ‫على بلاء عظيم ومصيبة فادحة تؤذن بصلبه محما قريب ‪ ،‬أما الفيل فقد قال اللّه تعالى ‪" :‬ألم‬
‫تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل " وأما ضر! النقيرة فقد قال اللّه تعالى ‪" :‬فإذا نقر في‬

‫الناقور"‪ ،‬فانصرف اليهودي إلى ألفونسو السادس ولم يفسرها له طلئا في الحرب ! وفي‬
    ‫منتصف تلك الليلة ‪ ،‬استيقظ عالمٌ جليلٌ من المسلمين اسمه الشيخ (ابن رميلة )‪ ،‬فنهض‬

  ‫راكضا إلى خيمة الأمير يوسف بن تاسفين يوقظه ليقول له فرحًا‪" :‬أيها الأمير لقد رأيت‬

‫‪ ،‬وإنك ملاقينا"‪،‬‬           ‫اللّه ك!ي! في ليلتي هذه ‪ ،‬وقد قال لي ‪ :‬يا ابن رمُيْلَة ‪ ،‬إنكم منصورون‬  ‫رسول‬

‫فكبر ابن تاسفين تكبيرة أيقظت الجند‪ ،‬وأمر الجند أن يقرءوا سورة الأنفال ‪ ،‬وأن يصلي‬

‫الجنود بالبكاء سوفا‬        ‫الجند قيام الليل ‪ ،‬فتعانق الجند فرحًا من تلك الرؤيا‪ ،‬وأجهش‬

 ‫للشهادة ‪ ،‬وبعد صلاة الفجر من يوم الجمعة ‪ ،‬غدر الصليبي القذر ألفونسو كما توقع ابن‬
‫تاسفين ‪ ،‬وزحف بجنده على جيش المسلمين ليباغتهم فجرا‪ ،‬ولكنه وجد المسلمين في‬

  ‫انتظاره بعد رؤية رسول اللّه !ر تلك ‪ ،‬فدارت معركة "الزّلاقة " الباسلة ‪ ،‬وانتصر‬
 ‫المسلمون لأول مرة منذ عشرات السنوات تحت قيادة الأمير يوسف بن تاسفين ‪ ،‬ولم‬
‫يبقَ من بين ‪ 00006‬صليبي إلى ‪ 00‬أ مقاتل دقط من بينهم ألفونسو السادس بساقي‬
   162   163   164   165   166   167   168   169   170   171   172