Page 145 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 145

‫‪145‬‬                                                               ‫‪ ، 00‬نحلإو ا !ب!د ا لقا ا إدن!‬

      ‫واللّه ولو حبْوًا ! فتحزم أبو عقيل وأخذ السيف بيده اليمنى وخرج وهو يناد! بصوت‬
‫كالرعد‪ :‬يا أهل الانصار كرة كيوم حُنين وجعل يصيح بهم ويضرب من رأ! من الكفار‬

‫قاب قوسين و‬                ‫المسلمون‬     ‫واستشهد رحمه اللّه ‪ .‬وأصبح‬                   ‫يده المجروحة‬  ‫بسيفه ‪ ،‬فقطعت‬
                        ‫أ‬

‫أدنى من الهزيمة ‪ ،‬عندها صاح حامل راية الإسلام زيد بن الخطاب رضي اللّه عنه‬

‫‪ ،‬واضربوا في‬               ‫على أضراسكم‬         ‫بأعلى صوته ‪ " :‬أيها الناس ‪ . . . . .‬عضوا‬            ‫بالمسلمين‬  ‫وأرضاه‬

‫فأكلمه‬  ‫اللّه ‪ ،‬أو ألقاه سبحانه‬                ‫يهزمهم‬  ‫قدما ‪ . .‬وواللّه لا أتكلم حتى‬               ‫عدوّكم ‪ ،‬وامضوا‬

‫بحجتي " وفعلًا لم يفتح زيد فمه طيلة المعركة ‪ ،‬بل أخذ يتلفت كالصقر يمينًا وسمالًا‪،‬‬

    ‫باحثا عن الخائن الأعظم الرجّال بن عنفوة حتى أبصره ‪ ،‬وهناك راح يأتيه من يمين ‪ ،‬ومن‬
   ‫سمال ‪ ،‬وكلما ابتلع طوفان المعركة غريه ‪ 4‬وأخفاه ‪ ،‬غاص زيد وراءه حتى يدفعه الموج‬
    ‫الى السطح من جديد‪ ،‬فأقدم زيا عليه يسرع الخطى ‪ ،‬فتقدم حُراسه المرتدون يحاولون‬
‫صذَ هجومه ‪ ،‬ولم يعلم أولئك المساكين أنهم أمام ابن من أبناء الخطاب ‪ ،‬فقام هذا المارد‬
‫الخطابي بدك جماجمهم دكًا‪ ،‬حتى وصل إلو‪ ،‬المطلوب الأول لدولة الخلافة الإسلامية‬
‫الخائن القذر الرجًّال بن عنفوة ‪ ،‬ليضربه ضرفين! بحسامه سقت رأسه إلى نصفين ‪ ،‬فأراد‬

‫زيد أن يكبر‪ ،‬إلا أنه عاهد اللّه على ألاّ يتكلم حتى ينتصر أو يستشهد‪ ،‬فكبر في قلبه ‪ ،‬وكبر‬

‫المسلمون في عنان السماء بعد رؤيتهم لعدو اللّه وقد انفلق رأسه بضربة هذا المارد‬

‫الإسلامي العظيم ‪ ،‬ثم أخذ زيد يقاتل أعداء اللّه ‪ ،‬وقد دارت رحى المعركة بفضله لصالح‬

‫المسلمين ‪ ،‬هنالك وقد رأ! زيد رياح النصر مقبلة ‪ ،‬تمنّى لو يرزقه اللّه الشهادة في يومه‬

‫هذا‪ ،‬ف!بّت رياح الجنة ‪ ،‬فملأت نفسه سوقا‪ ،‬وماَقيه دموعا‪ ،‬فراح يضرب ضرب الباحث‬

  ‫عن الشهادة ‪ ،‬حتى انقضت عليه كتيبة كاملة من المرتدين بسيوفها ورماحها تمزق جسده‬
‫تمزيقًا وهو لا يتأوه أو يفتح فمه بارًا بقسمه ‪ ،‬ليسقط هذا البطل سهيدًا‪ ،‬فناد! خالا بن‬

                                                                  ‫الوليد في الموحدين بأعلى صوته‪:‬‬

                           ‫‪ . . .‬وامُحَمدّ ‪51‬‬  ‫‪ . . .‬وامُحَمدّاه‬  ‫‪ . . .‬وامُحَمدًاه‬  ‫وامُحَمدّاه‬

‫عندها ألقى اللّه الرعب في قلب مسيلمة الكذاب ‪ ،‬فهرب إلى حصن له سمي فيما بعد‬
    ‫ب "حديقة الموت "‪ ،‬فتبعته فلول المرتدين القهقرة ‪ ،‬وأغلقوا على أنفسهم ذلك الحصن‪،‬‬

 ‫فقام الصحابرب الفدائي (البراء بن مالك ) رضي اللّه عنه وأر‪.‬ضاه ‪ ،‬فقال للمسلمين‬
   140   141   142   143   144   145   146   147   148   149   150