Page 132 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 132
،00هل لمحظدا 4اهة الاللللاكا ،32
أما عمر المختار ....فقد كان في هذه الأثناء يتنقل مع بقية المجاهدين في صحراء
ليبيا الحارقة ينصب فيها الكمائن للجنود الإيطاليين ،ليحول ليبيا إلى كتلة من نار تحرق
معسكرات إيطاليا الفاسية ،موزعًا وقته بين الجهاد وقيام الليل ،فكان المختار يختم
القران مرةً كل أسبوع في نفس أيام القتال ،وينام ساعتين أو ثلاث ساعاتٍ على الاكثر،
حتى جاء ذلك اليوم الذي باغته فيه كمين إيطالي ،ليصاب فيه فرسه ،فيسقط عمر
المختارعلى رمال الصحراء ،عندها أخذ هذا الشيخ الكبير يزحف على بطنه فوق رمال
الصحراء الملتهبة ،ليعتقله مرتزقة الطليان ،ليسرع غرتسياني ليقابل أسد الصحراء
المرعب ،الذي لطالما سمع عنه الأساطير ،وأترككم هذه المرة مع غرتسياني نفسه يصف
تلك المقابلة في كتابه "برقة المهدأة ":
"وعندما حضر المختار أمام مكتبي كانت يداه مكبلتين بالسلاسل ،وبالإجمال
يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال العاديين ،له منظره وهيبته ،رغم أنه
كان يشعر بمرارة الأسر ،ها هو واقف أمام مكتبي أسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح:
فسألته قائلأ :لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة الفاسستية؟ (فأجاب الشيخ ) :من
أجل ديني ووطني ! فقلت :ما الذي كان ! ! اعتقادك الوصول إليه ؟ فأجاب الشيخ :لا
سيء إلا طردكم ،لأنكم مغتصبون ،أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند
إن تأمر النوار البدو بأن يسلموا اللّه .فسألته :لما لك من نفوذ وجاه ،في كم يوم يمكنك
أسلحتهم؟
يضيف غرتسياني :ما أن سألت المختار هذا السؤال حتى نظر إلي بنظرة أرعبتني
وقال لي بثقة غريمة:
أو ننتصر" أبدًا . . . .نموت " إننا لا نستسلم
ويستطرد غرتسياني حديثه "وعندما وقف ليتهيأ للانصراف كان جبينه وضاء كأن
هالة من نور تحيط به فارتعش قلبي من جلالة الموقف ! أنا الجنرال الذي خاض معارك
الحروب العالمية والصحراوية ولقبت بأسد الصحراء! ورغم هذا فقد كانت سفتاي
ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد أمام هذا الرجل ! فانهيت المقابلة وأمرت
بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المنساء".