Page 129 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 129

‫‪942‬‬                                         ‫لمحلإ ‪ 4‬ا هب!د القا اي!‬        ‫‪،00‬‬

                  ‫"أسد الصثحراء"‬

     ‫"عندما نظرت إلى عمر وجدته وقد علته هالة من النور يراها‬

         ‫القاصي منه والداني ‪ ،‬فأخذت شفتاي ترتعشان ‪ ،‬ولا أعلم سبب‬
     ‫هذا الخوف الذي ملأ قلبي ؟ ! فقلت لنفسي ‪ :‬هذا قديس إ"‬

‫(الجنرال جرتسياني ‪ :‬قائد القوات الإيطالية)‬

‫الحكاية تبدأ في خيمة لإحدى القبائل البدوية التي يرجع نسبها إلى قبيلة قريش‬

‫زوجته (عائشة بنت‬  ‫العدنانية ‪ ،‬هناك قرر رجلٌ يدعى (المختار بن عمر) أن يصطحب‬

‫محارب ) لكي يحجّا مغا بيت اللّه الحرام ‪ ،‬ليتوفى المختار في طريقه إلى مكة تاركَا وراءه‬
   ‫طفلَا يتيمَا اسمه عمر‪ ،‬ليتربى هذا الطفل في البيئة الصحراوية البدوية التي خرَّجت فرسان‬

  ‫الصحابة من قبل‪ ،‬ليصبح عمر المختار فارسَا لا يشق له غبار‪ .‬وفي نهايات القرن التاسع‬
   ‫عسر وبداية القرن العشرين انتقل عمر المختار إلى قلب أفريقيا ليجاهد مع إخوانه من‬
‫مسلمي "تشاد" ضد الغزاة الفرنسيين ‪ ،‬ليلقن فيها المختار جنرالات فرنسا دروشا في‬
   ‫فنون القتال العربي الأصيل ‪ ،‬قبل أن يلقنهم ما تعلمه من دروس الكفاح المسلح‬
 ‫الإسلامي ضد الغزاة ! عندها ذاع صيت المختار في أرجاء إفريقيا‪ ،‬فانتقل بين القبائل‬

                                         ‫الإدريقية ينشر الإسلام فيها‪ ،‬قبل أن يفرغ نفسه لكي يصبح معلفا!‬
‫وفي يوم ‪ 92‬سبتمبر من عام ‪ 19 1‬أم أرسلت إيطاليا بارجاتها البحرية لاحتلال ليبيا‪،‬‬

  ‫ليعود المختار من جديد إلى الجهاد المسلح ‪ ،‬ولكن هذه المرة ضد الغزاة الطليان ‪ ،‬فقام‬

     ‫عمر المختار بتنظيم صفوف المجاهدين ‪ ،‬وسن الغارات تلو الغارات ضد صفوف‬
   ‫العْزاة ‪ ،‬عندها تساءل عندها الطليان عن هوية ذلك الشبح المرعب الذي يباغت جنودهم‬
‫من حينِ إلى آخر‪ ،‬وبدأ اسم المختار يُتداول في صحف روما‪ ،‬فتغيرت أربع حكومات في‬
   ‫إيطاليا نتيجة لهرْائم الجيوش الإيطالية المتعاقبة على يد المختار ومن معه من‬
   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134