Page 126 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 126

‫‪ ،00‬هلى عظ!ا ‪ 4‬اهة الإللللا!‬  ‫‪126‬‬

‫المقدس للفراعنة قبل أن يعتنق المسيحية (أوزرش! الأب ‪ ،‬حورس الإبن ‪ ،‬إزيس الأم )‪،‬‬
 ‫بل إن فكرة الثالوث تلك كانت سائدة في أغلب الديانات الوثنية ‪ ،‬فقد كان للهنود ثالوثهم‬

   ‫البرهمي المقدس (برهما‪ :‬الإله ‪ ،‬فشنو‪:‬المُّخلص‪ ،‬سيفا‪ :‬الروح العظيم )‪ ،‬وعند الفرس‬

    ‫الثالوث الزردستي المقدس ‪( :‬الروح الصالحة ‪ ،‬الكلمة الصالحة ‪ ،‬العمل الصالح )‪ ،‬لذلك‬
                                                               ‫أراد أثناسيوس نشر ذلك المبدأ الجديد في المسيحية‪.‬‬

‫عند تلك اللحظة ظهر العملاق العظيم (اريوس) الذي كان قسَا أمازيغيَا يعيش في‬
  ‫الإسكندرية بعد أن قدم إليها من مسقط رأسه ليبيا‪ ،‬فوقف اريوس بالمرصاد في وجه‬
    ‫أثناسيوس ‪ ،‬وأدحض افتراءات المثلثين بعلمه وفصاحته ‪ ،‬فأنكر ما جاء به أثناسيوس بحجة‬

   ‫في غاية البساطة ‪ ،‬ملخصها أنه لم يرد في الإنجيل كلمة واحدة تنص بأن المسيح إله ‪ ،‬ولم‬
‫يرد في الانجيل أبدَا أنه قالَ للناس اعبدوني ‪ ،‬فنشب خلاف كبير بين (أثناسيوس) وسيد ‪ 0‬بابا‬

   ‫الإسكندرية انذاك (ألكساندريوس الأول ) من جهة ‪ ،‬وبين (أريوس) ومن معه من‬
    ‫المسلمين الموحدين من جهة أخرى ‪ ،‬فأمر الإمبراطور الروماني الذي كان يحكم مصر‬
  ‫(قسطنطين الأول ) بعقد موتمر يجتمع فيه كل علماء النصارى لبحث أمر هذ ‪ 0‬البدعة التي‬

       ‫جاء جها أثناسيوس ‪ ،‬فاجتمع العلماء في "مجمع نيقية المسكوني " في مايو ‪ 325‬م‪ ،‬وقامت‬
 ‫المناظرات بين اريوس وأثناسيوس ‪ ،‬فانتصر اريوس بالضربة القاضية بعقيدة التوحيد‪ ،‬إلا‬

    ‫أن الإمبراطور قسطنطين الذي كان وقتها وثنيَا رفض رأي اريوس‪ ،‬فقد كان قسطنطين‬

           ‫نفسه يومن بالثالوث الروماني المقدس (اللّه ‪ ،‬الكلمة ‪ ،‬الروح )‪ ،‬فأمر الإمبراطور قسطنطين‬

 ‫القساوسة الموحدين وعلى رأسهم اريوس بالتوقيع على عريضة تنص على ألوهية‬

‫المسيح ‪ ،‬فرفض بطلنا الإسلامي العظيم اريوس التوقيع على وثيقة تنص على الشرك باللّه‪،‬‬
    ‫المضحك بالأمر أن الإمبراطور قسطنطين والذي كان وثنيًا في وقتها اعتمد "وثيقة الإيمان‬
       ‫المسيحي " التى يومن بها النصارى إلى يومنا هذا ! أما اريوس ومن معه من المسلمبن‬
        ‫الموحدين فقد تم نفيهم إلى "البلقان "‪ ،‬قبل أن يأمر الإمبراطور بحرق جميع كتب اريوس‬
    ‫وإعدام من يحتفظ بأي نسخة منها‪ ،‬عندها قامت الثورات الشعبية في أنحاء الإمبراطورية‬
     ‫تطالب باطلاق سراح القس البطل اريوس‪ ،‬ليستجيب الإمبراطور لهذ ‪ 0‬الضغوطات ‪ ،‬ليعود‬
    ‫اريوس من منفاه إلى العاصمة القسطنطينية (إسطانبول) منتصرَا‪ ،‬قبل أن يقوم المثلثون‬
   121   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131