Page 36 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 36

‫هل !لظما ‪ 8‬ا هآ ا لاسلا!‬  ‫‪،00‬‬  ‫‪36‬‬

‫المنافقين يهاجمون ويشككون بالصحابة ‪ ،‬فإن الهجوم لن يلبث أن يصل إلى رسول اللّه‬
           ‫!و‪ .‬فالهدف الأول لهؤلاء الغزاة هو قلب ذلك البنيان ‪ ،‬ألا وهو محمد رسول اللّه!‬

      ‫فالطعن بأي صحابي مهما كان اسمه ‪ ،‬يعرض الإسلام للخطر‪ ،‬فهؤلاء النفر هم‬
     ‫الذين نقلوا القرآن والسنة ‪ ،‬أي أن الصحابة هم الذين نقلوا الدين الإسلامي لنا! فإذا‬

     ‫سككنا بالناقل ‪ ،‬شككنا إذًا بالمنقول ! وإذا ما قبلنا بالطعن بهولاء العظام فإن ما نقلوه إلينا‬

     ‫من قرآن وسنة ليس صحيحًا‪ ،‬إذًا فهذا الإسلام الذي بين أيدينا ليس هو الإسلام‬
     ‫الصحيح ‪ ،‬فلو قبلنا بالطعن الذي يُوجه للصحابة ‪ ،‬ضاع الإسلام ‪ ،‬وضعنا نحن معه في‬

                                                                                                                                                        ‫نهاية المطاف !‬
         ‫وواللّه لو أن أحدًا سبَّ صاحبًا لك لقفزت من مكانك وصفعته على وجهه ‪ ،‬فويحكم‬

          ‫ما بالكم بأصحاب رسول اللّه !؟! ألا يستحقون دفاعًا منّا يعادل دفاعهم عن صاحبهم‬
      ‫الذي دافعوا عنه بأرواحهم ؟ إن الدفاع عن الصحابة هو الدفاع عن الإسلام نفسه ‪ ،‬فهؤلاء‬

           ‫العمالقة لم يكونوا عظامًا من فراغ ‪ ،‬بل كانوا نتاجًا لثلاثة عوامل أساسية كوَّنت سخصية‬
                     ‫ا!نمرد منهم قبل أن يتحول كل واحدٍ منهم إلى عظيم من عظماء جيل الصحابة‪:‬‬

      ‫أولا‪ :‬الاختيار الرباني ‪ :‬اختار اللّه رسوله ط!خو من بين كل البشر ليحمل اخر رسالة منه‬
      ‫إلى الخلق أجمعين ‪ ،‬ولمّا كان هذا الرسول بشرًا له عمر محدد‪ ،‬فقد كان حقًا على اللّه أن‬
      ‫يختار له من يعينوه على إتمام رسالته في حياته ‪ ،‬ثم حمل تلك الرسالة بعد مماته إلى باقي‬

       ‫سعوب الأرض من دون تبديل أو تحريف ‪ ،‬وإلّا فلن تكون له عز وجل على الناس حجة‬
      ‫في وصول الرسالة الصحيحة إليهم ! ولا يحتاج المتأمل لقصص الصحابة إلى كثير من‬
      ‫الذكاء لكي يدرك تمام الإدراك أن اللّه اختار بذاته العلية الصحابة اسمًا اسمًا لكي يقوموا‬
   ‫بدورهم الذي خُلقوا من أجله ‪ ،‬فالأوس والخزرج لم يكونوا أصلًا من سكان المدينة‪،‬‬
      ‫بل هم من قبيلة الأزد التي هاجرت من اليمن بعد انهيار سد مأرب ‪ ،‬فمن الذي دفعهم‬
        ‫لاختيار يثرب التي سوف يهاجر إليها رسول الثه بعد ذلك بسنوات ؟! ومن الذي جعل‬
   ‫سد مأرب ينهار من الأساس ؟ وسلمان الفارسي ظض انتقل في مغامرة عجيبة من بلاد‬
         ‫فارس إلى الشام فالعراق فتركيا بحثَا عن الحقيقة الأزلية دون أي جدوى ‪ ،‬وبعد أن عجز‬
    ‫سلمان من الوصول إلى الحقية‪ ،‬بنفسه ‪ ،‬قامت مجموعة من ق!ع طرق باختطافه ونقله‬
   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41