Page 33 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 33
33 فلإأ ا !ب!لمحا التا اي! 1 ،00
النجاسي أصحمة ،فكان من الضروري على النجاسي أن يكتم إسلامه حرصًا على
استمرارية الدعوة ،فلقد رأى النجاسي من بطارقة النصارى حَنَقَهم بهذا الدين الذي
يدعو إلى وحدانية اللّه وترك عبادة المسيح ،فخشي أن يثوروا عليه ويعزلوه (كما فعلوا
الدولة لإمكانه،3ن دعم اللّه ع!ياّله لرسول قوي مع أبيه من قبل !) ،فيضيع بذلك حليف
الإسلامية الناسئة ،بل في أسوأ الأحوال ،يمكن له استضافة رسول اللّه ! إذا ما اقتضت
الحاجة ،في حالة انهيار دولة المدينة.
هذه الأسباب دعتني لإطلاق لقب (الجندي المجهول في أمة الإسلام ) على
النجاشي (أصحمة ابن أبجر) ،الملك الأفريقي الذي لا يعرف أغلبنا أصلًا أنه مسلم،
ليبقى النجاشي مرابطًا في الحبشة بعيدًا عن رسول اللّه ! .
وبعد سنوات من النصرة السرية للمسلمين مات النجاشي رحمه اللّه قبل أن يكحل
عينيه برؤية الرجل الذي اَمن به وصدقه من دون أن يراه ،ليعلم رسول اللّه !ص بخبر موته
وهو في المدينة قبل أن يجمع الصحابة ليصلي عليه صلاة الغائب ،لتنتهي بذلك قصة
أول ملكٍ من ملوك الأرض يؤمن برسالة محمد ك!ياله ،قصة أول ناصر لهذا الدين من
ملوك الأرض !
المفارقة العجيبة في قصة هذا العظيم الإسلامي ،أن النجاشي رحمه اللّه كان التابعي
الوحيد الذي أسلم على يديه أحد الصحابة وهو عمرو بن العاص رانًه!!
فلماذا لم يكن أصحمة بن أبجر رحمه اللّه صحابيًّا؟ ومن هم الصحابة ؟ ولماذا خرج
علينا في السنوات الأخيرة رجالٌ لا هئَم لهم في الحياة إلّا الطعن بالصحابة في الغداة
والعشي ؟ وما هو سر الحملة الشرسة على أصحاب محمد ك!يه ؟ ومن هو المستفيد
الأول من تلطيخ سمعة الصحابة وتشويه صورتهم في أذهان عامة المسلمين ؟ ولماذا كان
الصحابة بالإجماع أفضل البشر بعد الأنبياء؟
. ... . ... . ... .. . . يتبع