Page 31 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 31

‫‪3،‬‬  ‫لمحيو ا !ب!د التا ا إط!‬            ‫‪،00‬‬

    ‫(الجند‪،‬ي المجهو! في أمة الإسلام )‬

              ‫"اخرجوا فَصَلّوا على أخٍ لكم مات بغير أرضكم"‬
     ‫(رسول اللّه !ص)‬
       ‫سيلاحظ القارئ الكريم أذني أستخدم فعل المضارع ‪" :‬يتبع " في نهاية الحديث عن كل‬
      ‫عظيم من عظماء أمة الإسلام المائة الوارد ذكرهم في هذا العمل ‪ ،‬وقد يفسر البعض ذلك‬
  ‫بمحاولة الكاتب إضفاء جوٍ من التشويق والإثارة في طيات هذا العمل الأدبي ‪ ،‬وهذا ما لا‬
      ‫أنفيه ‪ ،‬إلّا أن السبب الرئيسي لوصل كل عظيم منهم بالعظيم الذي يليه بالفعل المضارع‬
 ‫"يتبع "هو إثبات حقيقة ناريخية أصيلة في هذه الأمة ‪ ،‬ألا وهي أن أمة الإسلام أمة لا‬
  ‫تموت أبدًا ما بقيت الأرض ‪ ،‬أمة متصِّلة‪ ،‬متحدة ‪ ،‬مترابطة بشكل يدعو إلى العجب في‬
     ‫كثير من الأحيان ‪ ،‬لدرجة لا يمكن أن يفسرها المرء إلّا بشيء واحد فقط ‪ :‬أنها أمة مختارة‬

                                                                                                                                                      ‫من اللّه الحكيم!‬

‫فتأمل معي هذه القصة العجيبة لتفهم قصدي جيدًا‪ ،‬ملك نصراني من ملوك أفريقيا‬
   ‫يتبع الكنيسة الإسكندرية بالتحديد‪ ،‬هذا الملك يسلم ويؤمن بنبي عربي لم يره في حياته‬

 ‫البتة ‪ ،‬فيأتيه رجل عربي كافر من نفس مدينة ذلك النبي ليزوره ‪ ،‬وغرضه من تلك الزيارة‬
 ‫هو محاربة ذلك النبي وأصحابه ‪ ،‬ليسلم ذلك الرجل ليس على يدي النبي الذي كان يراه‬

    ‫ليل نهار في مدينته وإنما على يدي ذلك الملك الأفريقي الذي لم يرَ النبي أصلًا إ ! ! ثم‬
   ‫يتحول هذا الرجل العربي إلى بطلٍ من أبطال الإسلام ‪ ،‬فيقوم بعد ذلك بإدخال الإسلام‬

     ‫إلى مدينة الإسكندرية التي كان يتبع كنيستها ذلك الملك نفسه قبل أن يسلم إ إ! أمّا ذلك‬
  ‫النبي فهو محمد !ياّله ‪ ،‬وأمّا ذلك الرجل العربي فهو عمرو بن العاص رضي اللّه عنه‬
   ‫وأرضاه ‪ ،‬وأمّا ذلك الملك الأفريقي المسلم فهو أصحمة بن أبجر نجاسي الحبشة جزاه‬

                                                                                                                                      ‫التْه كل خير‪.‬‬
   26   27   28   29   30   31   32   33   34   35   36