Page 92 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 92

‫‪ 004‬هل لمحظعا ‪ 4‬اهة الاسلاأ‬                                    ‫‪29‬‬
                                              ‫أمين هذه ال!مهَ‬

‫" إن لكل امة امينَا‪ ،‬وأمين هذه الأمة"‬

‫اللّه ط!ر)‬  ‫(رسول‬

‫لا أعرف ما الذي انتابني وأنا أهُّم بالكتابة عن هذا العظيم الإسلامي بالتحديد‪ ،‬سعور‬

‫غريب بالرهبة ممزوج بالحب الخالص تجاه هذا الرجل ‪ ،‬فعندما كنت صغيرَا كان مجرد‬
‫سماعي لاسم (أبي عبيدة عامر بن الجراح ) يُدخل في قلبي إحساسَا بالفخر والمجد‪ ،‬حتى‬
‫قبل أن أعرف سيئَا عن بطولات هذا الإنسان الرائع ‪ ،‬وها أنا أتجرأ الاَن وأكتب عن تلك‬

‫القامة العالية التي لطالما أبهرتني طفلًا‪ ،‬وليت سعري ما الذي أفعله ؟ فمازال ذلك السوال‬
 ‫الذي راودني منذ أول نقش في سطور هذا الكتاب يطاردني ‪ :‬هل باستطاعتي فعلًا وصف تلك‬

                                                   ‫الهامات الشامخة التي ناطحت السحاب بسموها وعظمتها؟‬
     ‫أعزف هنا‪ ،‬وبالذات عند هذا الرجل ‪ ،‬أنني كنت مبالغًا جدًا في ثقتي بقلمي هذا‬
   ‫عندما وُلدت في ذهني فكرة إنتاج كتاب تدور أحداثه حول مائة عظيم وعظيمة في أمة‬
‫الإسلام ‪ ،‬ولكنّي أحمد اللّه عر وجل أنني لم أكتشف ضاَلة حجم ذلك القلم وحامله إلّا‬

‫بعد أن أبحرت في بحار قصصهم العظيمة ‪ ،‬ومغامراتهم الشيقة ‪ ،‬فكان مستحيلَا علي ترك‬

 ‫عالمهم المليء بعجائب القصص التي كنت مولعًا بها منذ الصغر‪ ،‬فكان الحل الوحيد‬
‫للتخلص من هذا المأزق هو أن أبحر بسفينة التاريخ الإسلامي عبر بحار أولئك العظماء‬
‫المائة ‪ ،‬مخترقًا بها حاجزي الزمان والمكان ‪ ،‬حتى أصل بها إلى ميناء العظيم المائة‪،‬‬

   ‫محاولَا قدر استطاعتي قطف زهرة واحدة من بستان كل عظيم منهم ‪ ،‬أفا من أراد جمع‬
  ‫كل جوانب العظمة التي تحيط بهم ‪ ،‬فليفتش على كتاب كتبه أي مورخ في أي عصر من‬
  ‫عصور التاريخ ‪ ،‬يضم في صفحاته جميع أوجه عظمة هؤلاء العظماء المائة أو حتى عظمة‬

            ‫فردِ واحد منهم فقط ‪ ،‬ومن استطاع إيجاد ذلك الكتاب المستحيل ‪ . . . .‬فليدثني عليه!‬
   87   88   89   90   91   92   93   94   95   96   97