Page 93 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 93

‫‪93 6‬‬     ‫لا‬     ‫‪ 00‬يص لحال!‪ 4‬ا !لإلمحا القا اين!‬

‫ن‬                            ‫من‬  ‫أسد‬  ‫المرحلة التي مر بها أبو عبيدة بن الجراح كانت‬  ‫والحقيقة أن صعوبة‬
                          ‫أ‬

‫يتصورها خيال أو يدركها عقل‪ ،‬ففي يوم بدر رأى أبو عبيدة رجلأ من المشركين في‬

‫جيش قريش يحاول مبارزته ‪ ،‬فحاول أبو عبيدة جاهذا أن يتجنب قتال ذلك الرجل‬
‫بالذات ‪ ،‬إلّا أن ذلك المشرك أخذ يتتبع أبا عبيدة في كل مكان يريد قتاله ‪ ،‬وفي لحظة من‬

                                 ‫اللحظات النادرة في ناريخ النفس البشرية كان الاثنان في مواجهة بعضهما البعض‪.‬‬

                                             ‫فمن هو هذا الرجل الذي أراد مبارزة أبي عبيدة ؟‬

‫قبل أن نتعرف على هوية هذا الرجل المشرك لا بد أن نرى التصوير الربانب لهذه‬

‫اللقطة العظيمة من عمر الأرض ‪ ،‬فلقد بلغ من سمو هذه اللحظة أن خلدها اللّه من فوق‬

‫سبع سماوات في قرآن يتلى إلى يوم القيامة ‪ ،‬فأنزل الله هذه الاَية في حق أبي عبيدة عامر‬

‫‪( :‬لَأ تجَدُ قَؤمَا يُؤمَنُوتَ بِأدلهِ وَالؤسِ اَلأَخِرِيُوَآذُوتَ مَن حَذ اَدتَهَ وَرَسُولَهُر وَلَؤ!انُوأ‬  ‫ابن الجراح‬

‫فِى قُلُوبهِمُ اَ لإينَنَ وَإَتدَهُم بِرُ‪،‬ج‬  ‫ءَابَد هُغ أَؤإَشاَءَهُتمأَؤ إِخؤَنَهُز أَؤعَشِيرتَهُمْ أُؤلَيهكَ !تَبَ‬

‫ئِنْهُ وَيُذظُهُوْ جَنَمتى تخرِى مِن تَخِنهَا اَلأَنهَرُخَلِدِينَ فِيهَأ رَكَأَ اَللهُ عَنهُغ وَرَض!وأ عَنهُ أُوْليكَ حِزْبُ‬

                                             ‫!‪.‬‬  ‫اَللهِ هُمُ اَتمُفلِحُونَحِزبَ !‬                            ‫اَلئَةِ أَلَإَانً‬

‫لقد كان ذلك المشرك هو الجراح أبو أبي عبيدة نفسه ! فقتل أبو عبيدة أباه ‪ ،‬أو قل قتر!‬
 ‫أبو عبيدة الكفرَ في أبيه ‪ ،‬فلقد أدرك أبو عبيدة أنه بين خيارين اثنين لا ثالث لهما‪ :‬الأهل أو‬

                                 ‫الإسلام ! فلم يكن صعبًا عليه أبذا أن يختار‪ ،‬فلقد اختار أبو عبيدة الإسلام العظيم‪.‬‬

     ‫ومن بدر إلى أحد‪. . . . . . . . .‬هل ما زلنا نتذكر كيف كان طلحة يدافع عن الرسول‬

  ‫حينما كان خطر القتل يتهدده من كل جانب ؟ حينها جاء من بعيد أبو بكر يجري بأقصى‬
‫سرعته لينجد رفيق دربه محمد لمج!‪ ،‬والحقيقة أن أبا بكر لم يكن يجري لوحده وإنما‬

     ‫لحق به من جهة المشرق رجل طويل القامة ‪ ،‬نحيف الجسم ‪ ،‬وصفه أبو بكر بوصف‬
  ‫عجيب في حديث عائشة بقوله ‪" :‬إنسان قد أقبل من قِبل المشرق يطير طيرائا‪ ،‬فقلت‪:‬‬
 ‫اللهم اجعله طاعة حتى توافينا إلى رسول اللّه !‪ ،‬فإذا أبو عبيدة بن الجراح !"‪ ،‬هناك‬
  ‫رأى الاثنان أن رسول اللّه ؟ي!ه قد أصيب في وجهه حتى دخلت في وجنتيه حلقتان من‬

‫المِغفر (خوذة المحاربين )‪ ،‬فأراد أبو بكر نزعهما من وجه حبيبه الطاهر‪ ،‬إلا أن ‪%‬با عبيدة‬

‫أبو عبيدة الحلقة الحديدية التي في وجنة‬       ‫قال له ‪" :‬أسألك باللّه يا أبا بكر إلاَّ تركتني " فعض‬
   88   89   90   91   92   93   94   95   96   97   98