Page 98 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 98

‫‪ 004‬هل ئلظما ‪ 4‬اهة الاللللا!‬                                                          ‫‪89‬‬
                                   ‫" القائد الميد! ائي لوحدة المول! الإسلامية"‬

‫"سيأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنًا مهاجرًا"‬

‫الله كيهَيخ)‬  ‫(رسول‬

                                           ‫‪. .. .. ... .. .‬‬         ‫اليرموك‬     ‫لهيب‬  ‫واشتعل‬

‫إن هذا الرجل العظيم الذي نحن بصدد الحديث عنه يكفيه أن يخلَّد التاريخ عظمته‬

‫من خلال اسمه فقط ‪ ،‬ولا أدري إن كنت في حاجة للكتابة أصلأ عن ما قدمه هذا البطل‬

‫الإسلامي للإسلام لكي أبرر أسباب ورود اسمه في قائمة المائة ‪ ،‬فلولا أنني رأيت في‬

‫قصة هذا البطل ملحمة للفداء لا تتكرر في تاريخ البشر كثيرًا‪ ،‬لاكتفيت بكتابة اسمه فقط‬

‫وذِكر ملحوطة صغيرةٍ بجانب اسمه تشير بأنه مسلم ! فمجرد إسلام هذا الرجل يكفيه‬

‫لكي يكون أحد العظماء المائة في أمة الإسلام ‪ ،‬فهو ابن فرعون هذه الأمة (أبي جهل) !‬

‫وحكاية هذا العملاق الإسلامي تبدأ من على متن سفينة في منتصف بحر هائج قبالة‬
 ‫سواحل اليمن ‪ ،‬فلقد هرب عكرمة بن أبي جهل من مكة هائفا على وجه لا يعرف إلى‬
    ‫أين يتجه بعد أن دانت مكة بأسرها لعدوه وعدو أبيه من قبل محمد بن عبد اللّه ‪ ،‬فأصبح‬

‫عكرمة طريذا في صحاري العرب ‪ ،‬وضاقت به الأرض بما رحبت ‪ ،‬فقرر أن يتجه إلى‬

‫اليمن ويبحر بسفينة تأخذه إلى أي مكان يبعده عن أولئك المسلمين الذين لا يطيق حتى‬

‫رؤيتهم ‪ ،‬وبينما عكرمة بن أبي جهل على ظهر السفينة يتأمل البحر اللا متناهي الاَفاق‪،‬‬
  ‫جاءت مرحلة الاختيار الرباني له لكي ينضم إلى قافلة الصحابة العظماء‪ ،‬وأبى اللّه إلّا أ ن‬

‫أمواج البحر الصافية تلك إلى‬  ‫عْريب تحولت‬   ‫اللّه !إلى وبشكل‬  ‫اللّه‬  ‫من‬       ‫الهارب‬   ‫يعيد ذلك‬

‫بالسفينة ‪ ،‬وعندما أدرك الربان أنهم غارقون لا محالة توجه نحو‬                  ‫أمواج عاتية تعصف‬

‫ركاب السفينة وبينهم عكرمة وقال لهم ‪ :‬اتركوا دعاء أصنامكم الاَن واخلصوا الدعاء له‬

‫وحده ‪ ،‬فإن اَلهتكم لا تغني عنكم هاهنا سيئا‪ .‬فتعجب عكرمة من قول ذلك الرجل‬
   93   94   95   96   97   98   99   100   101   102   103