Page 103 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 103
،30 صفي!و ا !ب!د التا (إث! ،00
انطلقت كتائب التوحيد الإسلامية لتقتحم صفوف الأعداء وتزلزل حصونهم ،وفي معمعة
المعركة سمع المسلمون أبا سفيان رضي اللّه عنه وأرضاه ينادي بصوت هز أرجاء وادي
اليرموك وكأن هذا الشيخ الأعمى يرى ببصيرته سيئا لا يراه المبصرون بأعينهم وهو يردد
بصوت ملؤه الإيمان باللّه:
يا نصر اللّه اقترب ،يا نصر اللّه اقترب يا نصر اللّه اقنرب،
وفعلًا جاء نصر اللّه . . . .فقد استطاع رجل من المسلمين اقتحام قلب الجيش
الروماني الضخم ،وبضربة سيف واحدة من يمينه قطع رأس (باهان) وزير حربية
المسلمين عالي اللّه :أكبر ،فتعالت صيحات الإمبراطورية الرومانية ،ثم نادى بصوت
اللّه أكبر تطاردهم ،فرجعوا بالتكبير ،فألقى اللّه الرعب في قلوب الرومان وصيحات
القهقرة أمام تقدم كتائب التوحيد الإسلامية ،فألقوا بأنفسهم من وادٍ سحيق يسمىب
(الواقوصة) ،فقتل في يومٍ واحد 012ألف رومي ،وانتصر المسلمون في معركة اليرموك
الخالدة على قوات بيزنطة المتحالفة التي قدمت من مختلف أصقاع تلك الإمبراطورية
الشام الكبيرة ،وبانتصار المسلمين في اليرموك انهارت القوة الرومانية فعليًا ،وأصبحت
اللّه عنه رضي دارَا للإسلام ،وتحققت نبوؤة رسول اللّه !ر ،فبكى أبو سفيان بن حرب
دموع عينيه بدمائها ،فجزاك اللّه خيرَا يا أبا سفيان لما قدمته وأرضاه بنصر اللّه ،واختلطت
رسول اللّه !ر. للإسلام والمسلمين يا صاحب
ولعل من حكمة اللّه سبحانه وتعالى أن إسلام أبي سفيان جاء متأخرَا ،وذلك لكي
يتسنى له نقل حكاية عجيبة حدثت أيام جاهليته عند إمبراطور الروم (هرقل ) .فما هي
تلك القصة العجيبة التي رواها البخاري في صحيحة عن أبي سفيان بن حرب رضي اللّه
عنه وأرضاه ؟ وكيف كان إمبراطور الروم قاب قوسين من أن يسلم ؟ وما الذي منعه؟
ومن هو ذلك البطل الإسلامي العظيم الذي استشهد قبل أن يصلي له ركعة؟
. . . ، . .. . يتمع