Page 112 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 112
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
ويشاء ﷲ ألا تمضي سوى أيام قليلة حتى ينزل بأم أنمار قصاص عاجل ،كأنما جعله القدر نذيرا لھا
ولغبرھا من الجلادين ،ذلك أنھا أصيبت بسعار عصيب وغريب جعلھا كما يقول المؤرخون تعوي مثل
الكلاب!!..
وقيل لھا يومئذ لا علاج سوى أن يكوى رأسھا بالنار!!..
وھكذا شھد رأسھا العنيد سطوة الحديد المح ّمى يصبّحه ويم ّسيه!!..
**
كانت قريش تقاوم الايمان بالعذاب ..وكان المؤمنون يقاومون العذاب بالتضحية ..وكان خبّاب واحدا من
أولئك الذين اصطفتھم المقادير لتجعل منھم أساتذة في فن التضحية والفداء..
ومضى خبّاب ينفق وقته وحياته في خدمة الدين الذي خفقت أعلامه..
ولم يكتف رضي ﷲ عنه في أيام الدعوة الأولى بالعبادة والصلاة ،بل استثمر قدرته على التعليم ،فكان
يغشى بيوت بعض اخوانه من المؤمنين الذين يكتمون اسلامھم خوفا من بطش قريش ،فيقرأ معھم
القرآن ويعلمھم اياه..
ولقد نبغ في دراسة القرآن وھو يتنزل آية آية ..وسورة ،سورة حتى ان عبدﷲ بن مسعود ،وھو الذي
قال عنه رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ":من أراد أن يقرأ القرآن غ ّصا كما أنزل ،فليقراه بقراءة ابن أم
عبد"..
نقول:
حتى عبد ﷲ بن مسعود كان يعتبر خبّابا مرجعا فيما يتصل بالقرآن حفظا ودراسة..
وھو الذي كان يد ّرس القرآن لـ فاكمة بنت الخطاب وزوجھا سعيد بن زيد عندام فاجأھم عمر بن
الخطاب متقلدا سيفه الذي خرج به ليصفي حسابه مع الاسلام ورسوله ،لكنه لم يكد يتلو القرآن
المسطور في الصحيفة التي كان يعلّم منھا خبّاب ،حتى صاح صيحته المباركة:
" دلوني على محمد"!!...
وسمع خبّاب كلمات عمر ھذه ،فخرج من مخبئه الذي كان قد توارى فيه وصاح:
" يا عمر..
وﷲ اني لأرجوا أن يكون ﷲ قد خ ّصك بدعوة نبيّه صلى ﷲ عليه وسلم ،فاني سمعته بالأمس يقول:
اللھم أعز الاسلام بأح ّب الرجلين اليك ..أبي الحكم بن ھشام ،وعمربن الخطاب"..
وسأله عمر من فوره :وأين أجد الرسول الآن يا خبّاب:
" عند الصفا ،في دار الأرقم بن أبي الأرقم"..
ومضى عمر الى حظوظه الوافية ،ومصيره العظيم!!..
**
112