Page 67 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 67

‫‪ www.islamicbulletin.com‬رﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬

‫والحب حين يكون عظيما وحكيما‪ ،‬فانه يجعل من صاحبه انسانا عليّا‪ ،‬لا يجد غبطة ھذا الحب في ذاته‪..‬‬
                                                                                ‫بل في مسؤولياته‪..‬‬

                                                                 ‫والمقداد بن عمرو من ھذا الطراز‪..‬‬
‫فحبه الرسول‪ .‬ملأ قلبه وشعوره بمسؤولياته عن سلامة الرسول‪ ،‬ولم يكن تسمع في المدينة فزعة‪ ،‬الا‬
‫ويكون المقداد في مثل لمح البصر واقفا على باب رسول ﷲ صلى ﷲ عليه وسلم ممتطيا صھوة فرسه‪،‬‬

                                                                         ‫ممتشقا مھنّده وحسامه‪!!..‬‬
‫وحبه للاسلام‪ ،‬ملأ قلبه بمسؤولياته عن حماية الاسلام‪ ..‬ليس فقط من كيد أعدائه‪ ..‬بل ومن خطأ‬

                                                                                         ‫أصدقائه‪..‬‬

‫خرج يوما في سريّة‪ ،‬تمكن العدو فيھا من حصارھم‪ ،‬فأصدر أمير السرية أمره بألا يرعى أحد دابته‪..‬‬
‫ولكن أحد المسلمين لم يحط بالأمر خبرا‪ ،‬فخالفه‪ ،‬فتلقى من الأمير عقوبة أكثر مما يستحق‪ ،‬أ‪ ،‬لعله لا‬

                                                                            ‫يستحقھا على الاطلاق‪..‬‬
                                             ‫فمر المقداد بالرجل يبكي ويصيح‪ ،‬فسأله‪ ،‬فأنبأه ما حدث‬
          ‫فأخذ المقداد بيمينه‪ ،‬ومضيا صوب الأمير‪ ،‬وراح المقداد يناقشه حتى كشف له خطأه وقال له‪:‬‬

                                                                           ‫" والآن أقده من نفسك‪..‬‬
                                                                          ‫وم ّكنه من القصاص"‪!!..‬‬
‫وأذعن الأمير‪ ..‬بيد أن الجندي عفا وصفح‪ ،‬وانتشى المقداد بعظمة الموقف‪ ،‬وبعظمة الدين الذي أفاء‬
                                                           ‫عليھم ھذه العزة‪ ،‬فراح يقول وكأنه يغني‪:‬‬
                                                                    ‫" لأموت ّن‪ ،‬والاسلام عزيز"‪!!..‬‬

‫أجل تلك كانت أمنيته‪ ،‬أن يموت والاسلام عزيز‪ ..‬ولقد ثابر مع المثابرين على تحقيق ھذه الأمنية مثابرة‬
                                         ‫باھرة جعلته أھلا لأن يقول له الرسول عليه الصلاة والسلام‪:‬‬
                                                                             ‫"ان ﷲ أمرني بحبك‪..‬‬
                                                                              ‫وأنبأني أنه يحبك"‪...‬‬

                                          ‫سعيد بن عامر‬
                                       ‫العظمة تحت الاسمال‬

                                                      ‫أيّنا سمع ھذا الاسم‪ ،‬وأيّنا سمع به من قبل‪..‬؟‬
‫أغلب الظن أن أكثنا‪ ،‬ان لم نكن جميعا‪ ،‬لم نسمع به قط‪ ..‬وكأني بكم اذ تطالعونه الآن تتساءلون‪ :‬ومن‬

                                                                                ‫يكون عامر ھذا‪..‬؟؟‬
                                                                      ‫أجل سنعلم من ھذا السعيد‪!!..‬‬

                                                                ‫‪67‬‬
   62   63   64   65   66   67   68   69   70   71   72