Page 284 - merit 39 feb 2022
P. 284

‫العـدد ‪38‬‬                          ‫‪282‬‬

                                     ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬

 ‫العمل بذاته‪ .‬ثمة في هذا التصور‬                            ‫جاك دريدا‬                ‫تيري ريلاي‬
‫للكتابة رفض للمرجعية والوظيفة‬
                                         ‫المشترك بين كل هذه المباحث‬                    ‫أصبح الضوضاء‪.‬‬
               ‫التقليدية للتمثيل‪.‬‬       ‫هو فيما تشتغل عليه من مادة‬            ‫يقول جون كاج‪“ :‬من خلال‬
 ‫يشارك مفهوم كاج للصمت من‬            ‫للمفهوم هي نفسها تعمل على أن‬           ‫الصمت؛ تندمج كل الضوضاء‬
 ‫خلال هذا المفهوم الجديد للخلق؛‬         ‫تكون لغة فنية‪ :‬يصبح المفهوم‬         ‫نهائيًّا في موسيقاي وليس فقط‬
   ‫وهي في الحقيقة النتيجة ‪-‬قبل‬           ‫عم ًل فنيًّا‪ .‬هكذا يمكن تجاوز‬     ‫منتخبات من الأصوات المتميزة؛‬
                                        ‫إشكالية شكل‪ /‬معني لصالح‬          ‫بل مضاعفات الأصوات الموجودة‬
    ‫أن تكون الكاشف‪ -‬لثورة في‬            ‫أن يتم استيعابها نهائيًّا كعمل‬
‫تغيير التصور للتقدير وغاياته في‬         ‫فني‪ .‬هذا المفهوم الذي يسعي‬                          ‫أو الآتية”(‪.)2‬‬
‫مفهوم الخلق‪ .‬تشارك بخطوتين‪:‬‬                                                 ‫يوضح كاج في كتابه “صمت”‬
                                          ‫إلى تجميع الدال والمدلول في‬
    ‫أهمية تحديد الوسائل كبديل‬           ‫كيان واحد يتم الاشتغال عليه‬            ‫أن مفهوم الصمت لا يمكن‬
‫للعمل‪ ،‬والخطوة الثانية رفض أي‬           ‫الآن في البحوث الفنية المتعلقة‬        ‫شرحه إلا بواسطة الكلام(‪)3‬‬
‫مرجعية مهما كان مأتاها‪ .‬الموقف‬       ‫بالأفكار الفلسفية واللسانية لدي‬           ‫(ضوضاء منظمة)‪ .‬الصمت‬
 ‫الأول؛ أصيل يحدد خاتمة الخلق‬           ‫سوسير؛ لاكان؛ دريدا؛ فوكو؛‬         ‫صوت تمحي فيه كل الفروقات‬
                                     ‫بارت؛ سولرز وجوليا كريستيفا‪.‬‬         ‫بين حركة المؤلف والفوضى بين‬
   ‫المعاصر ‪ 70 /60‬لكن تميزها‬         ‫الفكرة التالية عبر عنها دريدا بما‬       ‫الصمت‪ /‬الموسيقي وصمت‪/‬‬
 ‫خاصة للتظاهرات السابقة للفن‬           ‫أنها تلحق بالموقفين المذكورين‪،‬‬       ‫الحياة اليومية‪ .‬الصمت كشيء‬
                                         ‫وتؤكد مدى توافق النظريات‬              ‫فني‪ ،‬الصمت الموسيقي عند‬
   ‫عمو ًما‪“ :‬هو إ ًذا تركيزالانتباه‬  ‫التي تمثل العصب الحيوي للأدب‬          ‫كاج له علاقته المادية في القضاء‬
  ‫على فعل الرسم أو النحت‪ ،‬وهو‬                                             ‫الفارغ لبعض لوحات روشنبرج‬
 ‫ما يعني تح ُّو ًل في التركيز يزيح‬        ‫والموسيقي بصفة خاصة في‬           ‫‪Rauschenberg‬؛ في الجزئيات‬
‫أي مرجعية للشيء أو الشخصية‬             ‫الستينيات‪ .‬فع ًل يعترف دريدا‬         ‫الفضائية لتيري ريلاي ‪Terry‬‬
 ‫ليلح على شيء آخر”(‪ .)4‬يشارك‬                                             ‫‪ Riley‬أو المباحث السينماتوغرافية‬
                                          ‫أن الكتابة لا يمكن ان تكون‬          ‫لـ بايك ‪ ..Paik‬ولعل القاسم‬
       ‫كاج هذا الموقف من خلال‬           ‫تقلي ًدا؛ الخطاب المزدوج؛ لكنها‬
  ‫قراءة الصمت بالصمت‪“ ،‬وهي‬
  ‫النتيجة التي لا يمكن التنبؤ بها‬
 ‫(بالانجليزية في الأصل)؛ هو إ ًذا‬
 ‫تعريف آخر للموسيقي يريد ان‬
‫يلغي أي أبوة تاريخية للموسيقى‬
 ‫بإعادة النظر جملة وتفصي ًل في‬
  ‫التعريف الكلاسيكي للموسيقي‬
‫لايستيلادها من جديد تحت طابع‬
‫موسيقي دون الإشارة إلى صوت‬

      ‫(بالانجليزية في الأصل)”‪.‬‬
  ‫الموقف الثاني ذو علاقة بالأول‬
‫وهو يعني بتحول الدال والمدلول؛‬
 ‫لن تتسع هوة الانفصال بينهما‪،‬‬
‫غير أن النهج معاكس‪ :‬تنافذ تام‪.‬‬
 ‫يصبح الدال مدلو ًل‪ .‬يقترب عمل‬
‫كاج حول الصمت من هذا المنهج‪،‬‬
  ‫مع انكار الشكل السيميولوجي‬

    ‫المعتاد للصمت في الموسيقى‪.‬‬
   279   280   281   282   283   284   285   286