Page 217 - merit 40 apr 2022
P. 217

‫الملف الثقـافي ‪2 1 5‬‬

‫باولو جينوفيز‬                ‫صلاح الدالي‬                     ‫جمهورها‪ ،‬إذ إنها تصدرت‬
                                                              ‫عاصفة الهجوم على الفيلم‬
  ‫جام غضبها على الأفكار‬      ‫المتجسدة في خسوف القمر‪،‬‬
       ‫القادمة من الفضاء‬     ‫وهو الدور البارز للمونتاج‬          ‫بمشهد خلعها قطعة من‬
                             ‫الذي لا يمكن إغفاله‪ ،‬فكانت‬      ‫ملابسها الداخلية ووضعها‬
 ‫ويروجها الفيلم‪ ،‬والألفاظ‬
‫الجريئة التي يتقبلونها في‬       ‫القطعات غير محسوسة‬             ‫في حقيبة يدها‪ ،‬وجرأتها‬
‫اللهجات الأخرى ويقيمون‬         ‫لعمل هذا المزج‪ ،‬فالتعامل‬      ‫في الحوار عن الحرمان من‬
‫عليها الحد بلغتنا العربية‪،‬‬     ‫مع الرمزية يتطلب الكثير‬     ‫العلاقة الحميمة بين الأزواج‪،‬‬
‫فالمتربصون كثر في عصر‬        ‫من المهارة والاحترافية التي‬      ‫والذي إن قورن بالنسخة‬
                                                           ‫الإيطالية ‪Perfect Stranger‬‬
      ‫تحكمه «التريندات»‪.‬‬                 ‫تحسب للفيلم‪.‬‬         ‫‪-‬التي حصدت عام ‪2016‬‬
    ‫وحالة الجدل الواسعة‬        ‫توتر الأجواء بين ثنائيات‬      ‫جائزة أحسن سيناريو من‬
                              ‫العمل تم التمهيد له بشكل‬      ‫مهرجان القاهرة السينمائي‬
      ‫على مواقع التواصل‬
   ‫الاجتماعي التي أعقبت‬           ‫جيد يحسب لصنَّا ِع ِه‪،‬‬       ‫الدولي‪ -‬فهو متحفظ ج ًّدا‬
  ‫عرض الفيلم من منطلق‬         ‫تتصاعد الأحداث تدريجيًّا‬       ‫وخا ٍل من المشاهد الجريئة‪.‬‬
                              ‫وصو ًل إلى الذروة‪ ،‬أعقبها‬
      ‫نوعي؛ ارتبط بالقيم‬                                        ‫إياد نصار ونادين لبكي‬
‫المجتمعية المهددة بالانهيار‬       ‫هبوط مفاجئ وخروج‬           ‫وجورج خباز ودياموند بو‬
 ‫في وجوده‪ ،‬وانتقاد شديد‬         ‫جميع الأبطال في المشهد‬
‫اللهجة للنجمة «منى زكي»‬         ‫الختامي للإشارة إلى أن‬         ‫عبود وعادل كرم‪ ،‬وفؤاد‬
                                 ‫اللعبة لم تقترح‪ ،‬والليلة‬      ‫يمين «الصديق الأعزب»‪،‬‬
  ‫والمنتج «محمد حفظي»‪،‬‬         ‫مرت كغيرها دون أن يطأ‬           ‫وشنيد شعيا «المراهقة»‪،‬‬
‫والحث على مقاطعة المنصة‬        ‫أحدهم كرسي الاعتراف‪،‬‬           ‫تميزوا جمي ًعا بأداء تمثيلي‬
                                                            ‫عا ٍل‪ ،‬كل حسب مساحته في‬
  ‫الاليكترونية التي أنتجته‬          ‫وعلى الرغم من ذلك‬       ‫العمل وفرص الأداء المتاحة‪،‬‬
     ‫«نتفيلكس»‪ ،‬وعزوف‬             ‫تنافست الأقلام لصب‬            ‫فلم يكن أي منهم خارج‬
    ‫الكثيرين عن استكمال‬                                     ‫سياق الحالة‪ ،‬ولعب الديكور‬
                                                             ‫والإضاءة والموسيقى دو ًرا‬
                                                                ‫بار ًزا في تناغم مع باقي‬
                                                           ‫العناصر والتي دعمتها حركة‬
                                                           ‫الكاميرا بين الكادرات القريبة‬
                                                               ‫والواسعة دون الإضرار‬
                                                            ‫بالأحداث‪ ..‬ولم يفتقد الفيلم‬

                                                                  ‫جماليات الصورة‪ ،‬بل‬
                                                               ‫اندمجت كلوحة فنية مع‬
                                                                ‫حوار مميز وأداء تمثيلي‬
                                                             ‫ناضج وتفاعل مع الأحداث‬
                                                              ‫لم يترك مكا ًنا للملل الذي‬
                                                                 ‫يتسرب عادة في أعمال‬
                                                             ‫مماثلة تنتمي لتلك النوعية‪،‬‬
                                                              ‫إلى جانب المزج البديع بين‬
                                                             ‫الأحداث والظاهرة الكونية‬
   212   213   214   215   216   217   218   219   220   221   222