Page 219 - merit 40 apr 2022
P. 219
الملف الثقـافي 2 1 7
انتشاره ومشاهدته بشكل ومكاني تبدأ من دقائقه الشمس ،وخسو ًفا آخر في
أوسع؟ كما أن مشاهديه الأولى وتنتهي مع خاتمته، علاقة الزيجات الثلاث ،تظهر
لم يكن مصدرهم فقط يبحث عن المتعة البصرية
منصة نتفيليكس ،بل كان التي ُوجدت صناعة السينما في الحوار الرشيق الذي
ولا يزال متا ًحا للجميع من أجلها ،ويحلق بخياله كتبته مريم أبو عوف مع
وللمشاهدة المجانية ،كما للإجابة عن التساؤلات التي سامر عقل ،وضح من خلاله
فرضت نفسها عليه أثناء هشاشة الأواصر الأسرية
ساهمت منصات التواصل وعمق علاقة الصداقة بين
الاجتماعي في كشف الكثير المتابعة. وليد وشريف ،فكانت الجمل
من تفاصيله ومقاطع منه، اللافت للانتباه أن الجمهور شديدة العمق والتأثير لإيجاز
ولم يق ِّصر الفيسبوكيين في المصري كان الأكثر شراسة ارتباط الأصدقاء بعلاقات
في الهجوم على فيلم مخرجه امتدت لما يقارب الثلاثين
واجبهم النقدي وحسهم
الوطني ،فأدلى كل منهم لبناني وإنتاجه سعودي عا ًما ،تضمنت ذكريات
وأبطاله لبنانيين وأخر الدراسة والارتباط العاطفي
بدلوه حتى لا يتهم
بالغياب في مناسبة قومية أردني والعنصر المصري لكل منهم.
الوحيد هو منى زكي، أبرز أزمات فيلم «أصحاب
هامة. ولا أعز» تكمن في جمهور
أكثر الجمل تردي ًدا في وتم تصويره خارج مصر
الحملة التي أُطلقت على ويناقش تيمة عامة يصلح اعتاد أن يرى نفسه فيما
صناع الفيلم مشمولة تداولها في كل دول العالم، يشاهده على شاشة السينما،
بالمطالبة بوقف عرضه على فلما كل الضجة التي أثيرت
منصة خاصة كانت «دس فما يرفضه مجتمعه أو
السم في العسل» ،العبارة حوله وح َّملته أكثر مما يتستر عليه لا يتقبله في
مطاطة وكوميدية في يستحق وكانت سببًا في عمل سينمائي ،وهنا تكمن
ذات الوقت ،خاصة وأننا أسباب الهجوم الأخلاقية
نحيا عص ًرا ذا سماوات -وليس الفنية -على الفيلم،
مفتوحة ،لا قيود على فأشخاصه ينفصلون عن
الرداءة التي تحيطنا من مشاهديهم أو غالبيتهم
كافة الجهات ،كل باحث ويمثلون عالمهم الخاص،
عن الشهرة ينشئ قناة على يتقبل المشاهد بأريحية
اليوتيوب تفوح بالرداءة أفلام الخيال العلمي والدجل
المطلقة ،أو عبر مساحته والمبالغة في الاستظراف في
على أي من تطبيقات الأفلام الكوميدية ،بينما
التواصل الاجتماعي من يشهر أسلحته في وجه
تويتر وانستجرام وفيس الأفلام الاجتماعية قبل أن
بوك ،فمن أين تأتي ذائقته يشاهدها ،فإذا اعتاد أن
الفنية التي تميز الغث يستمتع بالفيلم كعمل فني
مستقل وعدم ربطه بيومياته
والثمين وقضاياه ،فلاشك أن نظرته
ستختلف كليًّا ،يجب أن
يتعامل مع العمل الفني على
أنه حالة ذات بعد زمني