Page 275 - merit 40 apr 2022
P. 275

‫‪273‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫كتب‬

           ‫فاضل عبود التميمي‬                                              ‫صلاح فضل‬                                ‫عليها كتاب أبي هلال تأتي قضي ُة‬
                                                                                                                       ‫التشبي ِه بوصفه أص ًل بيانيًّا‬
  ‫القرآني َوطبيع ِة النظري ِة الأدبي ِة‬                      ‫المُوا َزنة تكش ُف عن طبيع ِة التفكير‬                     ‫فا ِع ًل‪ ،‬يتضمن قضايا َترتب ُط‬
       ‫العربي ِة َوما يتعل ُق بها من‬                            ‫البلاغي الأصي ِل المتراب ِط الذي‬
             ‫فلسفا ٍت َوإجراءا ٍت‪.‬‬                               ‫تعدى حدو َد ال َمعنى إلى َمعنى‬                      ‫بفلسف ِة الل َغ ِة َوالتفكي ِر ال َعقدي؛‬
                                                                  ‫ال َمعنى ومتعلقات ِه الأسلوبية‪،‬‬                      ‫ليهيئ للتفكي ِر اللساني الذي‬
    ‫أخيرا أقول‪ :‬إن هذه القراءا ِت‬                               ‫َوكا َن أث ُر ما كت َب ُه أبو هلال في‬
     ‫الأربع التي ُبن َي عليها كتا ُب‬                             ‫تفكير الباقلاني (ت ‪403‬هـ)‬                           ‫قا َم علي ِه هذا ال َمبح ُث كا ِش ًفا عن‬
    ‫الأستاذ الدكتور فاضل عبود‬                                                                                        ‫المُصطلحا ِت الوار َد ِة في الكتاب‬
     ‫التميمي نوا ٌة فاعل ٌة ومحفز ٌة‬                         ‫واض ًحا عند تأمل الوعي المنهجي‪،‬‬                         ‫َومظاه ِر التداخ ِل بي َن الرؤيتي ِن‬
                                                              ‫واستعرا ِض الشواه ِد وطبيعتها‪،‬‬                          ‫النقدي ِة وال َبلاغية ِعند ال ُقدما ِء‬
       ‫للتفكير المنهجي في المُن َجز‬                             ‫والتنوع الأجناسي‪ ،‬والتفاوت‬
  ‫الإبداعي ال َعربي النقدي القدي ِم‬                          ‫المنطقي في إدرا ِك الإعجا ِز المُرتب ِط‬                     ‫بطريق ٍة تدي ُم التواص َل بي َن‬
‫االلإذبديا ِعكاي َنالَيشسعي ُرر بيم َوواالزناث ِةراليحضو ِر‬   ‫ب َفه ِم ال َبلاغ ِة َوخصوصي ِة اللغة‪،‬‬                ‫القدي ِم َوال َجدي ِد الذي قد َيتضم ُن‬
                                                                ‫َوكان ِت ال ِح َج ُج التي قد َمها أبو‬              ‫َتصورا ٍت َحداثية؛ منها ما يرتب ُط‬
    ‫ولاسيما في الحقب ِة العباسي ِة‬                               ‫هلال والباقلاني في موضو ِع‬                        ‫بالتعال ِق (الأخذ) بوص ِف ِه البنيوي‬
 ‫الهائلة‪َ ،‬وما ك َت َب ُه الدكتور فاض ُل‬                      ‫الإعجا ِز راسخ ًة تت ِس ُق م َع اللغ ِة‬
‫َيتضم ُن َدعو ًة لاستنطا ِق المؤلفا ِت‬                         ‫والنح ِو والأساليب‪َ ،‬وما َتسعى‬                          ‫(التناص)‪ ،‬ومنها ما له ِص َل ٌة‬
‫التراثية َوقراء ِتها منهجيًّا لترسي ِخ‬                       ‫إ َولايلهكهشذ ِِهفالععنلهو‪ُ .‬م في إثبا ِت الإعجا ِز‬   ‫بالأسلوبية التي تحي ُل على بلاغ ٍة‬
 ‫ال َمفاهي ِم َوتأصي ِل ال ُهوية النقدية‬                     ‫إن الانفتا َح على المقولا ِت الفلسفي ِة‬
                                                               ‫التي َتب َح ُث في الإعجا ِز القرآني‬                     ‫معا ِص َر ٍة َيدعو لها َو َيسنِ ُدها‬
   ‫العربية‪ ،‬وعد ِم التسليم بالآرا ِء‬                            ‫عن َد أبي هلال َوما ُيقا ِبلُها عن َد‬             ‫ابلمدقكوتلوارٍتفاوآرضاءل‪،‬إلَوىقاا َلد َحهدذيا ِاثلتفيصو ُر‬
‫الجمعي ِة في كل ال َموا ِق ِف والأحيان‪،‬‬                         ‫الباقلاني وغيره يؤك ُد التراب َط‬
                                                                 ‫الوا ِض َح بين دراس ِة الإعجا ِز‬                   ‫الكلا ِم َوالشعرية ‪َ ،Poetics‬وما‬
    ‫فكتا ُب الصناعتين ليس كتا َب‬                                                                                     ‫يوحيا ِن ِب ِه على وف ِق تصو َرين‪:‬‬
‫جم ٍع وتبوي ٍب َوشر ٍح فقط‪ ،‬بل هو‬                                                                                    ‫الأول شكلي والآخر َمضموني‪،‬‬
‫كتا ُب فك ٍر‪َ ،‬ومواز َن ٍة وفلسف ِة لغ ٍة‪،‬‬                                                                        ‫َوقا َد ُه ذلك إلى إثبا ِت الثرا ِء التراثي‬

                  ‫وَنقدٍ‪َ ،‬وبلاغة‬                                                                                                  ‫النقدي ال َعربي‪.‬‬
                                                                                                                    ‫اللقردؤ َير َِةب َاطلانلقدديكتِةوالرمُرفَتابِطض ِة ُلبابليت َفنكي ِر‬
                                                                                                                   ‫اللساني َونظريا ِت إنتا ِج ال ِخطا ِب‬
                                                                                                                     ‫َوالتفكي ِر النقدي َوال َبلاغي عند‬
                                                                                                                     ‫أبي هلال‪ ،‬ولاسيما عند حديثِ ِه‬

                                                                                                                      ‫في ميدا ِن (أسلوبية الاختيار)‬
                                                                                                                     ‫والقضايا التداولية التي َت ْج َم ُع‬

                                                                                                                       ‫المُخا َط َب‪ ،‬والمُخا ِط َب‪ ،‬وال َمقا َم‪،‬‬
                                                                                                                  ‫َوظرو َف الخطا ِب‪« ،‬وكل ما تؤدي‬
                                                                                                                  ‫ب ِه هذه العناصر مج َت ِم َع ًة من َفه ٍم‬
                                                                                                                  ‫و إفها ِم مبني على مراعا ِة سياقا ِت‬

                                                                                                                              ‫ال ِخطا ِب والتخا ُط ِب»‪.‬‬
                                                                                                                   ‫وانتهى كتاب الدكتور فاضل إلى‬

                                                                                                                     ‫قراءة رابعة عنوا ُنها‪( :‬مقولات‬
                                                                                                                     ‫الإعجاز القرآني بين ال َعسكري‬

                                                                                                                       ‫والباقلاني) محق ًقا نو ًعا من‬
   270   271   272   273   274   275   276