Page 71 - merit 40 apr 2022
P. 71
69 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
عقلية لصاحبه في أغلب الأحيان.
مصطفي عبده ناصف لخص
أي ًضا العلاقة بين الناقد والمبدع
في اتخاذ الناقد اللغة مادة وأداة
معتم ًدا ،وهو ما برز عندما ربطها
بالشعر لما بين اللغة والشعر
من وشائج خاصة ،حيث أكد
على أنه ليس هناك ن ًّصا جي ًدا
ون ًّصا ردئيًا ،بل هناك قراءة
جيدة وقراءة ردئية من خلال
إكبار النص بعي ًدا عن فكرة المدح،
وكذلك من خلال فن التأويل
خاصة وأن الكلمات تتمتع
بالمراوغة ،وهو ما يكشفه المنهج
الاستاطيقي الذي يعتمد على
البنية اللغوية ،والذي اعتبره في
أمين الخولي د.محمد عبد المطلب طه حسين طليعة المناهج الحديثة التي تهدم
أسوار صمت النصوص ،وكذلك
من خلال الابتعاد عن النظرة الدونية لتراثنا ،وهو
ما جاء في كتابه» قراءة ثانية لشعرنا القديم»؛ عندما الناقد والمبدع عند الدكتور الناقد مصطفي عبده
ناصف اهتمامه بتدوين وبحثه عن الوجه الغائب
قال« :إن تاريخ النظر إلى الأدب العربي في العصر
الحديث ليبدأ من نقطة الاستحياء الجم الذي يلاحظ من الثقافة العربية ،من بينها ما سمعه من أحاديث
في أقوال الرواد الذين أرسوا دعائم النظر والتقويم .أمين الخولي عن الاستعارة ،وأقوال وآراء الدكتور
نعم فلم تكن النهضة إلا شعو ًرا بالقلق الجم لمن
طه حسين في الثقافة العربية والفارسية واليونانية يستيقظ فيجد نفسه متخل ًفا عن الركب».
والتي لم تدون ،وكذلك المحذوف في الثقافة العربية
والذي رأى أنه يجب جمعه وتدوينه ،وهو ما دفعه وبالنظر في كتابه الموسوم «خصام مع النقاد»
للإطلال على الأنساق الثقافية ومنتجاتها الإبداعية، كشف الناقد الدكتور مصطفي عبده ناصف عن
وقد برز ذلك في كتابه «الدراسات الأدبية والوعي منهجه الذي اتبعه في قراءة ونقد تراثنا الشعري
والأدبي القديم ،وذلك عندما قدم نق ًدا لما عرفوا
الثقافى». بالبنيويين أو الشكليين ممن عزفوا عن مقاربة
وأخي ًرا؛ بالنظر إلى كتاب الناقد الدكتور مصطفي النصوص الأدبية من خارجها «أي إنطلا ًقا من
عبده ناصف الأخير «بعد الحداثة ..صوت وصدر»، الزوايا النفسية والاجتماعية والتاريخية»؛ حيث
وجهوا اهتمامهم كله إلى النص ذاته ،أي إلى جملة
الصادر عام ،2003نجد أنه أبحر في مباحث لبناته اللغوية التي ينتسب إليها النص ذاته دون
نظرية اللغة عند رولان بارت وتأثيره في الثقافة ربطه بسياقه وحضور كاتبه ،ليس هذا وحسب بل
العربية ،وكذلك ميشيل فوكو وموقفه من الخطاب في انتقاده أعلام النقد في الغرب وذلك عندما قال:
ومسألة الرواية فيما بعد الحداثة ،وقد انتهي في «أني أشعر أحيا ًنا أن قراءة النقد الغربي قد أدت إلى
نهاية هذا الكتاب إلى قصيدة النثر بوصفها أحد أهم نتائج متناقضة».
أي ًضا من ضمن سمات وملامح تجليات العلاقة بين مظاهر الاختلاف