Page 66 - merit 40 apr 2022
P. 66
الأرسطي(.)9
فهناك بون شاسع بين بلاغة الشعر وبلاغة
الحقيقة أو بلاغة النثر ،ولكن البلاغة العربية
القديمة كما يرى د.عيد بلبع في كتابه «السياق
وتوجيه دلالة النص» :لم تراع الفروق بين أنواع
الخطاب فى التنظير البلاغي ،ومن ثم لم تأخذ
نفسها بوضع أسس نظرية ينطلق منها البحث
البلاغي ،أو التحليل البلاغي مراعيًا الخصائص
النوعية لأنواع الخطاب على تباينها وتفاوتها»(.)10
وهذا الدمج بين بلاغة الشعر وبلاغة الخطابة
كانت له آثاره السلبية على البلاغة العربية .يقول
د.حمادي صمود« :من الآراء المهمة الجارية في
الدراسات الدائرة على التراث البلاغي عند العرب
القول بأن النظرية قامت على دمج المسلكين
الخطابي والشعري ،وبنت ،انطلا ًقا من مدونة
نصوص مختلفة الأنواع متباينة المقاصد ،قوانين
عامة للكلام بصرف النظر عن نوع المنجز منه
والغايات المعلقة به.
بينما نحت الثقافة اليونانية نح ًوا مغاي ًرا .فوجدنا
أرسطو ُي ْف ِر ُد الشعر بكتاب ،ويلح على الفرق بينهما
من جهة الوظيفة والمقصد ،ومن جهة الوسائل
الموصلة إلى تلك الغايات والمقاصد على ما يجمع
بينهما بعد كل ذلك من تشابه في بعض الأساليب
والأقسام ،ولا سيما في باب العبارة.
ولعل من آثار ذلك أن المعالجات البلاغية للظواهر
البيانية من تشبيه واستعارة وتمثيل التي لم
تتأسس على أصول
نظرية ،تراعي
خصوصيتيهما في
فن الرسائل عامة
وفن الرسائل إبان
الحروب الصليبية
خاصة ،لم تلتفت
إلى الجانب الإقناعي
في وظيفتيهما
الالتفات الكافي الذي
يقف بنا على سمات
هذه الخصوصية
وما تستلزمه من