Page 62 - merit 40 apr 2022
P. 62

‫العـدد ‪40‬‬   ‫‪60‬‬

                                                            ‫أبريل ‪٢٠٢2‬‬

‫وبها يسجل أفكاره وتأملاته‪ ،‬وللغة دور هام في عملية‬                       ‫تتطلب مرسل ومستقبل ورسالة بينهما‪.‬‬
     ‫تحليل الأفكار وردها إلى العناصر الأساسية التي‬             ‫وهناك عدة وظائف للغة تتوزع في مجالات وأبواب‬
                                                             ‫مختلفة‪ ،‬فهي تساهم بشكل نشيط في عمليَّات التفاهم‬
‫تتكون منها وربطها بالمعطيات المكملة للموضوع المثار‪،‬‬          ‫والإبلاغ والتَّوا ُصل بين البشر‪ ،‬ولها دور أساسي في‬
‫بالإضافة إلى قيامها بزيادة المخزون الفكري للإنسان‪،‬‬             ‫صناعة الحضارة الإنسانية وإطلاق عجلات التقدم‬
 ‫ولها دور ف ّعال في عملية تحديد وإعادة ترتيب الأفكار‬
 ‫لكل فرد‪ ،‬ولولا وجود اللغات لما استطاع الإنسان من‬                  ‫والارتقاء بها إلى حالات أفضل‪ ،‬ولا يمكن لبني‬
                                                                ‫البشر أن يتفاعلوا ويمارسوا حياتهم الاعتيادية إلا‬
                    ‫تحليل أفكاره أو الإفصاح عنها‪.‬‬            ‫باستخدام اللغة‪ ،‬فحاجة البشر إلى اللغة كحاجتهم إلى‬
                                ‫وظيفة تعبيرية‪:‬‬              ‫ضروريات الحياة الأخرى‪ .‬واللغة كالكائن الح ِّي‪ ،‬فهي‬
                                                                ‫تنمو وتترعرع‪ ،‬تشب وتشيخ وتموت إذا لم تتوفر‬
 ‫يتمكن الإنسان من خلال استخدامه للغة التي يتعامل‬             ‫لها عوامل الديمومة والاستمرار‪ ،‬وهي تستمد كل هذا‬
  ‫بها من التعبير عن أفكاره وأحاسيسه ومشاعره وما‬               ‫من مجالات الحياة المختلفة الاجتماعية والاقتصادية‬
                                                            ‫والسياسية والعلمية‪ ،‬وإِ َّن تطورها واضمحلالها مرتبط‬
     ‫يختلج في نفسه‪ ،‬فهي باختصار تستخدم للتعبير‬                ‫بتطور وتدهور المجتمع حضار ًّيا وإنتاجيًّا‪ .‬ولا يمكن‬
      ‫عن حاجات الفرد والمجتمع المختلفة‪ ،‬ومن خلال‬              ‫حصر أهم الوظائف الاجتماعية البنيوية للغة في هذا‬
   ‫اللغة يقوم المتكلم أو المُ ْر ِسل بالتعبير عما يريده من‬
  ‫خلال الأصوات والإشارات والحركات الإيمائية التي‬                                 ‫المقام وسنكتفي بأبرزها وهي‪:‬‬
     ‫تسمح بها اللغة المستخدمة‪ ،‬أي استخدام أسلوب‬                                   ‫وظيفة دعم عملية التفكير‪:‬‬
  ‫التَّعبير المباشر لطرح الحقيقة أو التعبير عنها بشكل‬
    ‫مجاز ٍّي‪ ،‬وهو يعبر بذات الوقت عن شخصيَّته من‬                   ‫تساهم اللغة بقسط كبير في دعم عملية التفكير‬
   ‫خلال الحي ِو َّية التي يستخدم فيها المفردات اللغو َّية‪،‬‬   ‫والتأملات والمراجعات الفكرية لدى كل فرد من أفراد‬
     ‫فمراكز الفهم والتعبير اللغوي واضحة وثابتة في‬
‫الدماغ البشري‪ ،‬وما يصيبها من أضرار يؤدي إلى ذات‬                   ‫المجتمع بالإضافة إلى دورها في المساهمة بتقديم‬
‫الأعراض والعلامات في أية لغة كانت‪ ،‬فمركز فيرنكا في‬          ‫الحلول لمختلف المشاكل التي يواجهها الناس في حياتهم‬
‫الفص الصدغي الذي يفهم اللغة ويحل رموزها مرتبط‬
 ‫بامتدادات عصبية مع مركز (منطقة) بروكا في الفص‬                 ‫اليومية‪ ،‬أي أ َّن اللغة ضرورية للإنسان ليتمكن من‬
‫الأمامي‪ ،‬وأي خلل في المنطقتين وارتباطاتهما يؤدي إلى‬         ‫صياغة أفكاره وبلورتها‪ ،‬فبواسطتها يقوى على صياغة‬

                       ‫اضطراب في التعبير اللغوي‪.‬‬               ‫ما يريد قوله ويعبر من خلالها عما يدور في أعماقه‬
                  ‫وظيفة وصفية أو استعراضية‪:‬‬
       ‫تستخدم اللغة لوصف مختلف المواد والحالات‬
    ‫والإجراءات التي تحيط بنا بالإضافة إلى وصف ما‬
  ‫يجري من أحداث وتطورات في الطبيعة والمجتمع‪ ،‬أي‬
  ‫وصف النشاطات الاجتماعية المختلفة التي يقوم بها‬
  ‫أفراد المجتمع بالإضافة إلى وصف الظواهر الطبيعية‬
‫والحالات التي ترافق العمليات الإنتاجيَّة التي يقوم بها‬

                                        ‫الأفراد‪.‬‬
                      ‫وظيفة تأثيرية أو إقناع ّية‪:‬‬
   ‫عند استخدام الكلمات الهادفة والمؤثرة والمدروسة‪،‬‬
    ‫كذلك عند استخدام أساليب وأدوات لغوية معينة‪،‬‬
 ‫كأسلوب الأمر أو النداء وغيرها من الأساليب اللغوية‬
     ‫المتعارف عليها‪ ،‬ويمكن من خلال ذلك التأثير على‬
   ‫تصرفات الآخرين ‪-‬المستمع أو المُ ْر َسل إليه‪ ،-‬وعلى‬
   57   58   59   60   61   62   63   64   65   66   67