Page 60 - merit 40 apr 2022
P. 60
العـدد 40 58
أبريل ٢٠٢2
وحركة الإطار والفهم والتساؤل والتقاليد الإنسانية الثوابت المشتركة من المشاعر والشعائر والطقوس
وفلسفة تحليل الظواهر والتأويل والتلقي ،والتواصل والعادات والعقائد التي تتكرر ثقافيًّا واجتماعيًّا عند
المبدعين والفنانين والتي تعبر عن الرغبات اللاشعورية
الأفضل ونقد ممارسات الخطاب .واللغة والتفسير
والتواصل كلمات ثلاث تتصدى لمشكلات عميقة عمق لكل فرد داخل المجتمع الإنساني.
وجودنا ،وصحيح أن الكتاب معني في جوهره بقضايا كما حظيت اللغة باهتمام كبير وحيازة معرفية لدى
اللغة والتفسير من حيث نقد الأدب شعره نثره ،وفي
الكتاب بعض القضايا النفسية المتصلة باللغة والتفسير مصطفى ناصف فوقف مليًّا عندها مخص ًصا لها
والتواصل ،من قبيل نقد المؤلف لفكرة الأدب الخالص فصو ًل كثيرة حاول فيها معرفة التصورات التي
التي يراها وهمية ويؤكد على الدراسات السيكولوجية ينبغي أن تكون عليها الدراسة اللغوية من أجل تأسيس
بلاغة حديثة قائمة على دعائم تختلف عن تلك المتداولة
للأدب ويتساءل ناصف« :على أي محمل تؤخذ هذه وتناول العلاقة ببن اللغة والتفسير والتواصل من
الدراسات؟ هل نأخذها على أنها أفكار خالصة أو زوايا متعددة ،فمن خلال مخاصمة المناهج الصورية
يحاول ناصف إقامة نظام من التأملات التي تكشف
صنف من البحوث؟ أم هي مجرد مواقف من أشخاص العلاقات المتبادلة بين اللغة والتفسير والتواصل.
وأشياء آثرنا ألا نعبر عنها بطرق طبيعية مباشرة؟ فالتواصل نظام لا يخلو من ثغرات ينبغي أن نعترف
بهذه الثغرات وأن نستوضحها من خلال كشف
وبعبارة أخرى هل نأخذ هذه التحليلات النفسية للأدب الإمكانيات الكثيرة التي تتمتع بها الكلمات ،فالكلمات
باعتبارها ثمرة الدراسة المتزايدة للسيكولوجيا؟ ربما في حركة مستمرة .حيث حركة الكلمات تحقق التقدم
يكون من الصعب حسم هذه المسألة». وتصبو إلى الحرية ،ولكن العجز عن ملاحقة هذه
ومن هنا فقد كانت هذه القراءة وهذا التحليل للجوانب الحركة يؤدي إلى التعصب والطغيان ،فكان التعصب
السيكولوجية للغة ووظائفها والتواصل هو ما يعنينا الذي يسيطر على المناقشات العامة في مجتمعاتنا
أكثر من جوانب النقد النفسي للأدب ،ولهذا ستكون موضوع عناية الكتاب الحالي( )3ليقول ناصف« :هناك
عناية مفصلة بالعجز عن ملاحقة نشاط الكلمات
والنظر إلى التواصل بمنظار بين الالتقاء والافتراق،
والبحث عن إيجاد توازن بينهما .فيجب أن نجعل من
الحرية الفعالة نبرا ًسا يهدينا في البحث عن الثلاثي
الماكر والمفيد وهو اللغة والتفسير والتواصل .إن ثغرات
التواصل في عالمنا العربي هي بعبارة واضحة أهم
ملامح حياتنا الثقافية .ولن تتضح عقولنا اتضا ًحا
كافيًا مثم ًرا بمعزل عن التأمل الجاد في عمق الكلمات
التي نستخدمها وبخاصة ما يسمى باسم الكلمات
الأساسية ،ولكل جيل معجمه من هذه الكلمات ،ولا
نزال حتى الآن لا نولي الكلمات الأساسية حقها من
البحث .فما بالنا نمضي في أنظمة مغلقة .إن كل عناية
باللغة بمعزل عن التفسير والتواصل ينبغي أن تكون
موضع ريب .وإن اللغة والتفسير والتواصل كلمات
ثلاث تتصدى لمشكلات عميقة عمق وجودنا».
ويحتوي هذا الكتاب على ثلاثة عشر فص ًل تدور
حول وظائف اللغة والتفسير والتواصل ومسؤولية
التأويل ،ودلالات الظاهر والباطن ،واللغة والبلاغة