Page 83 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 83

‫‪81‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعــر‬

                                  ‫البصيرة‪،‬‬         ‫والحقول التي تركض فيك مدججة بالأقاويل‪،‬‬
                   ‫لذاك أخاف تراتيل روحك‪،‬‬        ‫لأنك تقاطع الألواح والوصايا المدفونة بالسماء‪،‬‬
                  ‫لأن المسافة في العمر تهرب‪،‬‬
              ‫ولذا سأشغل روحي بما يتبقى‪،‬‬                  ‫ملاءات بيضاء ترتدي كلماتك العذراء‪.‬‬
               ‫وعطرك طين يكورني بالحياة‪.‬‬          ‫هار ًبا من جسد تزينه الشهوات لجسد تنقصه‬

      ‫الحياة تمسرح ذاتها‬                                                           ‫الشهوات‪،‬‬
                                                          ‫أنقض أسوار غريزتي بتراتيل مبهمة‪،‬‬
   ‫إلى ثائر جبارة راهب المسرح البابلي‬            ‫أرفع سارية الفراغ الأبيض وأصوم عن الطعام‬

                ‫صعد الجمهور المسرح‪،‬‬                                          ‫المغمس بالنشوة‪،‬‬
      ‫وتلاشى الفاصل بين حياة وحياة‪،‬‬           ‫لست ملا ًكا ولا شيطا ًنا بل كلاهما في نفق الغواية‪..‬‬
‫فتشابه دوران بلا تأليف من جمر النص‪،‬‬
‫والمخرج مفقود يحسبه كل أناس فكرتهم‪،‬‬                           ‫تأبطتني في العبور فتأبطت ش َّرا‪.‬‬
‫وازدهرت فوضى المشهد محمو ًما بحوار‬
                                                    ‫لست حكاء ولا شهريارا‬
                                ‫أسود‪.‬‬
                   ‫فهوت أسوار المبنى‪..‬‬                           ‫الشهرزادات يتوزعنني بالمرايا‬
  ‫وتنصل كل عن جوهره منتشيًا بالدور‪،‬‬                               ‫وأنا ضامر في أناي الفسيحة‬
           ‫مرت سنوات الخوف بلا را ٍو‪،‬‬                            ‫أرقب الطير يرجمني بالغيوب‬
                   ‫وتلاشى العمر الأول‬                        ‫وأبصرني رج ًل من نساء الحكايا‪،‬‬
                ‫فابيضت ذاكرة الأشياء‪،‬‬                           ‫مفتاحك قفل قديم ينام بروحي‬
                   ‫المسرح هاجر فكرته‪،‬‬                             ‫وأنا أحاوله في عيون السراب‬

                    ‫أطلق للريح ثوابته‪،‬‬                                        ‫لست ما أشتهي‬
               ‫واسترخى لرماد الأفكار‪،‬‬                          ‫فلماذا توقفت ف َّي‪ ،‬وقلت فاجأتني‬
           ‫الموت مضى مرتب ًكا وضئي ًل‪،‬‬
               ‫وتكررت الأسماء طوي ًل‪،‬‬                            ‫انا مضمر في افتضاح النوايا‪،‬‬
             ‫حتى تعب الدور من الناس‪،‬‬                         ‫أصدق لب النساء الذي بين عينيك‪،‬‬

                     ‫فقشرهم ومضى‪،‬‬                              ‫وعطرك قافلة من جنوب الحياء‪،‬‬
        ‫وتساقطت الموسيقى بأناء أدرد‪،‬‬                                 ‫لماذا تزوى بك الآن قلبي‪،‬‬

                   ‫وبهذا اكتمل المشهد‪.‬‬           ‫ومن يصطفيك سواي معطرة بما يشهق النخل‪،‬‬
                                                      ‫وأحلام من أنزلوا الطين من سرة الأرض‪،‬‬

                                                    ‫رياحك تمطرني بمن زينتهن العباءة والدمع‪،‬‬
                                                    ‫انا نصف ما يزعم المبصرون وأنت انتصاف‬
   78   79   80   81   82   83   84   85   86   87   88