Page 80 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 80

‫العـدد ‪30‬‬   ‫‪78‬‬

                                                           ‫يونيو ‪٢٠٢1‬‬

‫ياسر شعبان‬

‫قصيدتان‬

‫واجهات المحال‬

‫واهنة رجع خطو كائن مشي للسماء برأس محني وعين‬                ‫واجهات المحال والبنايات الشاهقة وهذا المروق المخيف‬
  ‫مغلقة‪ ..‬وألم‪ ..‬واجهات المحال والبنايات الشاهقة وهذا‬        ‫خلفي– وأنا أنظر لأعلي واسع الحدق مفغور الفم أكور‬
                                                              ‫يدي أهصر الهواء وأطلقه والصفير في الأذن وأحيا ًنا‬
‫المروق المخيف خلفي‪ -‬وأنا أدير في الزحام رأسي أفتش‬            ‫فمي مصدر الصفير– أردد ألحا ًنا كثيرة بغية الخروج‬
‫في السحن عن سمت يشاركني ما لم أفعله بعد‪ -‬ويأتي‪..‬‬
                                                                 ‫من رتابة دقدقة القلب ورجعة النفس بعد خروج–‬
   ‫والآخرون الذين سبقوني وتركوا لي كل الذي عبأني‬                ‫والخارجون خارجون يخبئون الوجوه في الكفوف‬
   ‫وسجن البحر في رأسي وملأ صدري وكفى بالقواقع‬                  ‫المرتعشات ويخرجون محملين بالأسى والامتعاض‬
 ‫الآخرون علموني كيف أري وأرى وأرى وأرى الأهم‪-‬‬               ‫وفي الجسد أشياء صغيرة ترتشق‪ ..‬ويخرجون خائفين‬
   ‫كيف أقف رغم كل شيء لأقيم أحاديثي الجانبية مع‬               ‫لا يلتفتون للوراء ‪-‬قط‪ -‬والسماء فوق الرءوس تمتد‬
‫الذي أرى مطبق العينين والنبوءات دائ ًما تبدو مستحيلة‬           ‫والأرض تحت الأقدام التائهات– وفي الصدور قلوب‬
 ‫لكنها بالطبع غير ممكنة ‪-‬فقط‪ -‬آخذ الخطو وأشد غبار‬          ‫مضطربة– وفي الرءوس بحر وملء القبض قواقع تتكسر‬
  ‫المسافة‪ ..‬لا أنظر خلفي ولا يمينًا أو يسا ًرا‪ ..‬أقفز فوق‬    ‫وفي الحلق صيحة فخ انغلق على‪ ..‬قدم واجهات المحال‬
‫الدوائر وأهب لي خطوتي ورأسي يدور في الزحام يفتش‬                ‫والبنايات الشاهقة وهذا المروق المخيف خلفي– وأنا‬
                                                               ‫محني الرأس مغلق العينين ويداي متدليتان جواري‬
     ‫عن سمت ينتمي للآخرين مذكور في الكتب القديمة‬                 ‫والقدم تصدر صو ًتا فظي ًعا لما تحتك بالأرض ولا‬
   ‫والأساطير محفور في الجدران وأحيا ًنا أراه في القمر‬         ‫تنتقل‪ ..‬وطنين في الأذن والفم مطبق والفكان يكزان–‬
    ‫والسحب وتكتبه في سواد الليل نجوم– سمت ينتمي‬            ‫أنين ونشيج علي رجع النفس ودقدقة القلب والخارجون‬
   ‫للآخرين وروح تود لو تمتد على كل الأشياء ودائ ًما‪..‬‬        ‫لا يضجون بالقطارات والضجيج صلاة للخروج دمع‬
    ‫تلتم واجهات المحال والبنايات الشاهقة وهذا المروق‬           ‫في عيون لهفى وعيون خابيات زائغات والخارجون‬
   ‫المخيف خلفي– وأنا أدرك تما ًما أنني أخي جديد– ولا‬        ‫خارجون خارجون وعنقي تكاد تكسره الأقدام الهابطة‬
  ‫عيب هكذا صرت أخي ًرا ينتمي للآخرين في كل الأزمنة‬            ‫من السماء بالبشارة وكل الأشياء الأخرى والليل ليل‬
                                                                 ‫والنهار حتى ليل وأدرك لليل سواده قمر ونجوم‬
      ‫والأمكنة لأبدأ إذن خطوي ولتكن لي آثار واضحة‬           ‫وللنهار شمس‪ ،‬أتسمع الأصوات كلها تخفت تبدأ عالية‬
‫وصريحة أخي ًرا ليرى ويندهش ويمتعض ويحتج ويقول‬                ‫ج ًّدا وضجيج ‪-‬حتى‪ -‬وتخفت في فزع ما عاد ينتابني‬
                                                           ‫ولا ضيق ولا قرف وقد تدلت يداي جواري واهتزتا من‬
 ‫ويصرخ ويرتج ويمتد يلاطم الهواء والصخر والسحن‬               ‫حين لحين في الكف شظى وفي الجفون وفي الحلق– أنة‬
 ‫الفزعة ويرتد يقبع بين الجدران ويدور أخير لابد تبقى‬
‫حتى النهاية –أخير– تنفض الأتربة وتقشر الجلود وتفتح‬
  ‫عيو ًنا وتفقأ أخر وتمشي السماء تنزل النهر تتمرغ في‬
‫الأتربة والعرق وتنزل النهر وتمشي للسماء‪ ..‬أخير‪ُ ..‬دم‬
   75   76   77   78   79   80   81   82   83   84   85