Page 75 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 75
73 إبداع ومبدعون
شعــر
ولا أقدر على عبور مجاهيلك والقمر يطلع هناك من خلف الجبل كشرنقة
وسكك جبالك الوعرة إلهي كسرتني مثل قشة
ومن يومها وأنا لم أذق طعم النوم أب ًدا وتركتني هناك علي جبل النار
إيها الغارق في الصمت لم لم تمد لي يدك القوية لتنتشلني من الغرق
والسكينة
تأخرت كثي ًرا عني والفحم؟
لم لم تترك على لساني الجاف بضع كلمات لتنقذني
على السرير الذي أنام فيه تلتم عليَّ الكوابيس
والمنغصات من كل فج من الجحيم والأرق؟
من أنا أنا نعجتك الضالة التي ما آويت
وماذا تريد مني بالضبط أو نظرت
وماذا أكون أنا في كل هذا الكون الممتد أنا سلة غلالك الفارغة حتى من القمح والقنابل
خليفتك قلت لي؟! أنا قايين ابنك القاتل بغير ذنب
فلماذا تحرقني كل هذه النيران أنا ثمرتك المعطوبة التي اتسحت على الطرق
وتتوعدني بالهلاك والموت في نهاية اللعبة؟
ألم تكن قاد ًرا حتي على انتزاع شجرة المعرفة من من فرط ما داستها الأقدام حتى تفعصت
تأخرت كثي ًرا عني
طريقي؟
شجرة الخير والشر من جنتك تلك؟ حتي تساقطت عظام روحي من نفسي
على لساني وضعت بضع جمرات حارقة
وتتركني هناك إلى جوارك اهدأ
وأقر؟ وقلت لي
كلمني
ومع ذلك يا صديقي القديم يا سيدي محي الدين
بن عربي إصرخ عليَّ
ولكن لا تجرب الرب إلهك الحي أب ًدا
يداك تلمسان عجيزة العالم
وأنا أتصفح خميرتك وأنا أحرك لساني بصعوبة
أتذكرك بالكلمات والضحك
وأنت تغرق في وحدة الوجود
والإنسان الحر الذي يجلس على أريكة الرب
لكي يكون في النهاية الله هو الإنسان
والإنسان هو الله؟
آه
يا صديقي
الذي حمل السماء على كتفيه ذات ليلة واثقة
ومضي يبحث عن عشبة الخلود
مثل جلجامش العجوز
فما كان إلا إن سقط في حفرة قرب جبل قاسيون
وأنا أسكن في مزبلة من مزابل التاريخ الكوني
فوق جبل المقطم .وعلي مقربة من دير الزور
أقصد مغارة سمعان الخراز
والمقاهي التي تغص بالكفرة
والمجدفين!!