Page 73 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 73

‫‪71‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعــر‬

                         ‫وشفة مكسورة القبلات‬                                  ‫من دولاب أبي المخلع‬
     ‫وخلخالها النحاسي الذي لا يصلح حتى لبائع‬                     ‫فظل فاق ًدا للذاكرة إلى أن مات هناك‬
                                                                ‫على رصيف محطة قطار بفردة حذاء‬
                                ‫سجائر سريح!!‬
                                             ‫لا‬                                             ‫واحدة‬
                                                                                              ‫أمي‬
             ‫ولا تكلمني كذلك عن فصوص الحكم‬
                   ‫ونصائح شيخ الطريقة بالذات‬              ‫التي ظلت معلقة في رقبتي مثل جرس إنذار‬
                         ‫فأنا رجل الله بلا منازع‬    ‫تلك القروية الطيبة الساذجة والتي لا تعرف شيئًا‬
                                    ‫وإلا فقل لي‬
                                                                                     ‫عن فتنة الرب‬
     ‫من أين أتيت وإلى أين أذهب في نهاية المطاف؟‬                                     ‫أو يوم الدينونة‬
                               ‫أنا الخرقة البالية‬                            ‫أو حتى كلمة الخلاص‬

                             ‫والصرصار الأعمى‬                                                ‫بالزيت‬
                    ‫في جوال من النفايات والعظم‬     ‫أمي التي تركتني أنا الآخر على الرصيف الخالي من‬

                             ‫صحيح أنني ضرير‬                                 ‫المارة في ليلة شبه باردة‬
          ‫ولا أعرف الطريق إلى حيث يسكن النور‬                                               ‫ورحلت‬

                 ‫أسير في السكك المغطاة بالحسك‬                                ‫رحلت إلى أين لا أعرف‬
                                       ‫والشوك‬                                    ‫قالوا لي إنها ماتت‬

       ‫ولا أحمل معي غير عصاي التي أتوكأ عليها‬          ‫وهي الآن تسكن في السموات البعيدة عند الرب‬
              ‫والتي صنعتها لي أمي من الأساطير‬                 ‫الجالس وحي ًدا في تلك المنطقة الخضراء‬
                                     ‫والحكايات‬                              ‫والتي لم يدخلها أحد قط‬
                   ‫لأهش بها على القطط والكلاب‬                            ‫ولم يخرج منها أحد خالص‬
                             ‫وفي بقجتي الفارغة‬                                ‫من شر الماء في صرة؟‬
                             ‫لا أحمل سوى الألم‬                            ‫متى ذهب إلي القبر وعاد؟‬
                      ‫والآلاف من الذكريات الميتة‬                         ‫من صعد إلى السماء ونزل؟‬
                                                                          ‫ومن يومها والعالم أجوف‬
           ‫وقالت لي اذهب بها واضرب في الأرض‬                                       ‫أرجوك ياصديقي‬
‫ألم يكن موسي النبي هو الآخر يحمل عصاه في يده‬                   ‫لا تحدثني كثي ًرا عن ترجمان الأشواق‬
                                                                           ‫ولا عن فتنة الذات بالذات‬
                               ‫ويفلق بها الحجر‬                                   ‫أو الفتوحات المكية‬
               ‫حتى انبجست منه اثنتا عشرة عينا‬
                                                   ‫فحبيبتك جمان قد رحلت هي الأخرى عن هذا العالم‬
                                     ‫ومن يومها‬             ‫وتركت على الطريق العام للحياة بقعتي دم‬
                          ‫وأنا أضرب في الأرض‬
                         ‫من مشرقها إلى مغربها‬
   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77   78