Page 175 - b
P. 175

‫السورة مخصصة لقصص بني إسرائيل‪ ،‬وكون أمر الإسراء ألقي‬
‫على موسى في مواضع أخرى‪ ،‬فإن الاعتقاد بأن (هاء عبده) عائدة‬

                   ‫على موسى محل نظر‪ ،‬إن لم تكن محل اعتبار‪.‬‬
‫أيضا فإن عدم ذكر كلمة المعراج أب ًدا‪ ،‬ومحاولة تأويل آيات من‬
‫سورة النجم‪ ،‬تعد ليًّا لهذه الآيات ووضعها في سياق ليس سياقها‪،‬‬
‫كما أن التفصيل الدقيق ‪-‬خطوة بخطوة‪ -‬في الأحاديث‪ ،‬يذ ِّكر الباحث‬
‫بالتفصيل الدقيق في التوراة حول موضوعات مختلفة‪ ،‬منها صعود‬
‫النبي إيليا‪ ،‬التي أشرت إليها‪ .‬وإيليا هو إلياس الذي ُذكر في القرآن‪:‬‬
‫«وإن إلياس لمن المرسلين‪ /‬إذ قال لقومه ألا تتقون‪ /‬أتدعون بع ًل‬
‫وتذرون أحسن الخالقين‪ /‬الله ربكم ورب آبائكم الأولين‪ /‬فكذبوه‬
‫فإنهم لمحضرون‪ /‬إلا عباد الله المخلصين‪ /‬وتركنا عليه في الآخرين‪/‬‬
‫سلام على إل ياسين‪ /‬إنا كذلك نجزي المحسنين» (الصافات‪-123 :‬‬

                                                        ‫‪.)131‬‬
‫ويلاحظ أن إيليا أو إلياس لم يترك معجزة من معجزات الأنبياء‬
‫المعروفين إلا وفعلها‪ :‬إحياء الموتى‪ ،‬إطفاء النار‪ ،‬فقد أمر النار ألا‬
‫تحرق امرأة رماها الملك في النار بسبب إيمانها‪ ،‬حبس المطر عن قومه‬
‫بعد أن هددهم بذلك بسبب عنادهم وكفرهم‪ ،‬إنزال الغيث بعد أن آمن‬

                                         ‫بعض قومه بدعواه(‪.)7‬‬
‫ويظل السؤال الأكبر يخص معجزات النبي محمد الذي يذكر‬
‫القرآن في أكثر من موقع أنه بشر كالبشر بلا معجزات‪« :‬ويقولون‬
‫لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم‬
‫من المنتظرين» (يونس‪“ ،)20 :‬وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل‬
‫إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون” (الأنعام‪:‬‬
‫‪“ ،)37‬ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر‬
‫ولكل قوم هاد” (الرعد‪“ ،)7 :‬وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من‬
‫الأرض ينبو ًعا‪ /‬أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار‬

                             ‫‪175‬‬
   170   171   172   173   174   175   176   177   178   179   180