Page 172 - b
P. 172

‫لهم الله (أو يهوه) بنفسه وقرأ عليهم الوصايا العشر‪ ،‬وبعد أن أنزل‬
                                       ‫عليهم مائدة من السماء!‬

‫كما لا يعقل أن يتذكر النبي كل شيء من رحلته بهذا التفصيل‬
‫المذكور في الأحاديث‪ ،‬من أول وصف الدابة والحديث إليها‪ ،‬وسرعتها‪،‬‬
‫إلى الصلاة في المسجد الأقصى‪ ،‬والصعود إلى سدرة المنتهى بتفاصيل‬
‫التفاصيل التي تخص كل سماء وكل نبي‪ ،‬ثم وصف العير التائهة‬
‫والجمل الذي عليه مسح أسود‪ ،‬ومع ذلك يحتاج أن يرفع الله أمامه‬

                          ‫المسجد الأقصى ليصفه لأنه لا يتذكره!‬

              ‫الذين صعدوا إلى السماء!‬
‫المدهش أن صعود شخص ما إلى السماء لم يكن غريبًا في هذا‬
‫الزمن‪ ،‬فهناك قصص عن صعود عدة أنبياء‪ ،‬مثل النبي إيليا الذي‬
‫صعد إلى السماء في عربة نارية أمام إليشع كما جاء في (سفر الملوك‬
‫الثاني‪ -‬الإصحاح ‪« :)2‬وعندما أزمع الرب أن ينقل إيليا في العاصفة‬
‫إلى السماء‪ ،‬ذهب إيليا وأليشع من الجلجال‪ /.‬فقال إيليا لأليشع‪:‬‬
‫«امكث هنا لأن الرب قد أوفدني إلى بيت إيل»‪ .‬فأجاب أليشع‪« :‬حي‬
‫هو الرب‪ ،‬وحية هي نفسك إني لا أتركك»‪ .‬فانطلقا م ًعا إلى بيت إيل‪/.‬‬
‫فخرج بنو الأنبياء المقيمون في بيت إيل للقاء أليشع وقالوا له‪« :‬هل‬
‫تعلم أن الرب سيأخذ اليوم منك سيدك إيليا؟» فأجاب‪« :‬نعم‪ ،‬إني‬

                                              ‫أعلم‪ ،‬فاصمتوا»‪.‬‬
‫ثم يتكرر أيفاد إيليا إلى أريحا والأردن‪ ،‬فيطلب من أليشع أن‬
‫ينتظر هنا ويرفض إليشع ويرافقه‪ ،‬ويقول له المقيمون إن إيليا‬

                                     ‫سيتركك ويقول إنه يعرف‪.‬‬
‫وفي الأردن «رافقهما خمسون رج ًل من بني الأنبياء إلى حيث كانا‬
‫يقفان إلى جوار الأردن‪ .‬وتوقفوا تجاههما من بعيد‪ /.‬فتناول إيليا‬
‫رداءه وطواه‪ ،‬ثم ضرب به الماء‪ ،‬فانفلق النهر إلى شطرين‪ ،‬فاجتازا‬

                            ‫‪172‬‬
   167   168   169   170   171   172   173   174   175   176   177