Page 167 - b
P. 167

‫موسى‪ ،‬فقال‪ :‬ما فرض ربك على أمتك؟ قلت‪ :‬خمسين صلاة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ارجع إلى ربك فسله التخفيف‪ ،‬فإن أمتك لا تطيق ذلك‪ ،‬فإني قد بلوت‬
‫بني إسرائيل وخبرتهم‪ ،‬فرجعت إلى ربي‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رب خفف عن‬
‫أمتي‪ ،‬فحط عنِّي خم ًسا‪ .‬فرجعت إلى موسى‪ ،‬فقلت‪ :‬ح َّط عني خم ًسا‪،‬‬
‫قال‪ :‬إن أمتك لا يطيقون ذلك‪ ،‬فارجع إلى ربك فسله التخفيف‪ .‬فلم‬
‫أزل أرجع بين ربي وبين موسى حتى قال‪ :‬يا محمد إنهن خمس‬
‫صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر‪ ،‬فذلك خمسون صلاة‪ ،‬ومن‬
‫ه َّم بحسن ٍة فلم يعملها كتبت له حسنة‪ ،‬فإن عملها كتبت له عش ًرا‪ ،‬من‬
‫ه َّم بسيئ ٍة فلم يعملها لم تكتب شيئًا‪ ،‬فإن عملها كتبت سيئة واحدة‪.‬‬
‫فنزلت حتى انتهيت إلى موسى‪ ،‬فأخبرته‪ ،‬فقال‪ :‬ارجع إلى ربك فسله‬

         ‫التخفيف‪ ،‬فقلت‪ :‬قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه»‪.‬‬
‫الأمر الأول‪ :‬من حيث البناء البلاغي فإن صيغة واحدة طويلة‬
‫تكررت سبع مرات‪« :‬ثم ع َّرج بنا إلى السماء (رقم السماء) فاستفتح‬
‫(جبريل)‪ ،‬فقيل‪ :‬من هذا؟ قال‪( :‬جبريل)‪ ،‬قيل‪ :‬ومن معك‪ ،‬قال‪ :‬محمد‪،‬‬
‫قيل‪ :‬وقد بعث إليه؟ قال‪ :‬قد بعث إليه‪ ،‬ففتح لنا‪ ،‬فإذا أنا بـ(اسم‬
‫النبي) فرحب بي‪ ،‬ودعا لي بخير»‪ .‬وطب ًعا لا يمكن أن تعرف إن كان‬
‫النبي حكى لأنس بن مالك بهذا الشكل التكراري الحديدي‪ ،‬أم أن‬
‫النبي حكى كيفما اتفق بحيث يفهم السامع‪ ،‬بينما أعاد أنس صياغة‬
‫الكلام وترتيبه على هذا النحو‪ ،‬أم أن أنس نقل كلام النبي كما قاله‪،‬‬
‫ومن نقل عنه وعنه وعنه كذلك‪ ،‬ثم أراد البخاري التجويد ففعل هذا؟‬

   ‫على العموم هذا أمر شكلي‪ ،‬مهم بالفعل‪ ،‬لكن يمكن التجاوز عنه‪.‬‬
‫أي ًضا لم يقل لنا الحديث بين هذا التفصيل الممل‪ ،‬هل كان (جبريل)‬
‫مع النبي في رحلات نزوله إلى موسى في السماء السادسة وصعوده‬
‫إلى الله في سدرة المنتهى‪ ،‬أم كان يطوف بينهما وحده؟ وهل كان‬
‫يطرق باب كل سماء وهو صاعد وهو نازل‪ ،‬أم أن السدنة عرفوه‬
‫فسمحوا له بالمرور دون طرق؟ ولو ذلك‪ ،‬ألم يكونوا يعرفون (جبريل)‬

                             ‫‪167‬‬
   162   163   164   165   166   167   168   169   170   171   172