Page 165 - b
P. 165
البراق ،وحديث النبي و(جبريل) معه ،ومكان (المسجد الأقصى)،
أي البعيد ،الذي تحدث عنه د.يوسف زيدان ،وعن زمن بنائه ..إلخ.
حديث الإسراء والمعراج
ذكر ُت أن الله في القرآن لم يقل صراح ًة إن (محم ًدا) أُسري به
من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ،ولم يذكر كلمة (المعراج)
صريحة في الكتاب كله ،وإن تفسير الآيات على أنها تخص حادث ًة
معين ًة معروف ًة في التاريخ الإسلامي بـ(الإسراء والمعراج) هو اجتها ُد
المفسرين وال ُّش َّراح و ُكتَّاب السيرة ،بدليل الاختلافات الج َّمة بينهم في
المكان والزمان وكل التفاصيل.
لكن هذا الغياب التام (وأش ِّد ُد على وصفه بـ»التام») ،يقابله إفراط
في إيراد التفاصيل وتفاصيل التفاصيل في الأحاديث المنسوبة إلى
النبي محمد ،وسوف آتي هنا بحدي ٍث كام ٍل بن ِّصه دلال ًة على هذا
التفصيل الذي أشر ُت إليه ،ولكي أتوق َف عند بعض تفصيلا ِت ِه بعد
أن أعرضها على المنطق ،لنرى ما يمكن قبوله وما يصعب عليَّ وعلى
العقل ذلك.
“الراوي :أنس بن مالك | المحدث :الألباني | المصدر :صحيح
الجامع
الصفحة أو الرقم | 127 :خلاصة حكم المحدث :صحيح
التخريج :أخرجه مسلم ( )162باختلاف يسير.
“أتيت بالبراق ،وهو داب ٌة أبي ُض طوي ٌل ،فوق الحمار ،ودون البغل،
يضع حافره عند منتهى طرفه ،فركبته ،حتى أتي ُت بي َت المقدس،
فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء ،ثم دخلت المسجد ،فصليت
فيه ركعتين ،ثم خرجت ،فجاءني (جبريل) بإناء من خمر ،وإناء من
لبن ،فاخترت اللبن ،فقال (جبريل) :اخترت الفطرة .ثم ع َّرج بنا إلى
السماء ،فاستفتح (جبريل) ،فقيل :من أنت؟ قال( :جبريل) ،قيل:
165