Page 160 - b
P. 160
أشلاء أوزوريس من أنحاء مصر تحت فعل ستَ ،أ َس َّر تحوت لها
بكلمات لتستطيع بعثه من جديد ،وأن تنجب منه (بعد مماته) ابنهما
حورس .ثم قامت معركة بين حورس (المنتقم لأبيه) وست ،وفقد
حورس في ذلك الصراع عينه اليسرى ،ولكن استشارة تحوت أعطته
الحكمة والمعرفة لمعالجتها واسترجاعها .فكان تحوت هو الإله الذي
ينطق بإرادة رع(.)5
معجزة الإسراء والمعراج
كلمة (أسرى) وردت على هذا الشكل في القرآن في ثلاثة مواضع،
اثنتان في سورة الأنفال بمعنى الأسرى ،أي أسرى الحروب الذين
يتم القبض عليهم واحتجازهم« :ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى
يثخن في الأرض» ،و»أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم
الله في قلوبكم خي ًرا» ،ومرة واحدة بمعنى السير في الآية الأولى من
سورة الإسراء «سبحان الذي أسرى بعبده لي ًل من المسجد الحرام
إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع
البصير» .وهي الآية الوحيدة في القرآن التي يستند إليها ال ُّش َّراح في
إثبات معجزة الإسراء والمعراج.
واللافت أن موضوع (المعراج) لم يذكر في القرآن صراحة بلفظه
كما ذكر (الإسراء) ،وإنما يستند الشراح إلى قوله تعالى «ما كذب
الفؤاد ما رأى» (النجم )11 :لإثباته ،وهو ما سنتوقف عنده.
-في تفسير القرطبي للآية الأولى من سورة الإسراء المذكورة،
يث ُب ُت أن ثمة خلا ًفا بين الأولين في موضوع الإسراء -رغم اتفاقهم
على حدوثه -إن كان حقيقة أم رؤيا“ :فأما المسألة الأولى :وهي
هل كان إسرا ًء بروحه أو جسده ،اختلف في ذلك السلف والخلف،
فذهبت طائفة إلى أنه إسراء بالروح ،ولم يفارق شخصه مضجعه،
وأنها كانت رؤيا رأى فيها الحقائق ،ورؤيا الأنبياء حق .ذهب إلى
160