Page 159 - b
P. 159
كان أسكليبيوس خارق الذكاء ،وقد أصبح طبيبًا ماه ًرا ،لدرجة
أنه تفوق على أستاذه .فقد تعلم أي ًضا علم العقاقير والأدوية وأصبح
علي ًما بكل فنون السحر والشعوذة .ذاع صيته في كل أنحاء العالم
القديم .وأصبح قاد ًرا علي شفاء جميع الأمراض ،جاء إليه مرضى
من كل بقاع بلاد الأغريق .لم يكن أسكليبيوس يقوم فقط بشفاء
الأمراض ،بل وكان يقيم الأموات من الموت لتعود للحياة مرة
أخرى .وتذكر الأساطير أسماء عدد كبير من الشخصيات التي
قام أسكليبيوس بشفائها ،فقد عالج البطل الأسطوري هيراكليس،
أي ًضا أعاد للحياة بعض الأشخاص مثل لوكورجوس وكابانيوس
وجلاوكوس .وقيل إن إله العالم السفلي هاديس شكى إلى كبير الآلهة
زيوس أن أسكليبيوس يعيد الحياة إلى الموتى ،بذلك فإنه يتعدي
حدوده(.)4
الإله المصري تحوت أي ًضا كان يشفي المرضي ويحيي الموتى،
هو إله الحكمة عند المصريين القدماء ،أحد أرباب ثامون الأشمونيين
الكوني .يصور برأس أبو منجل ،ونظيره الأنثوي الإلهة ماعت ،ولقد
كان ضريحه الأساسي في أشمون حيث كان المعبود الأساسي هناك.
كان وسي ًطا بين آلهة الخير والشر .وتقص أسطورته أنه عاصر
ثلاثة صراعات بين الخير والشر ،متماثلة من حيث المبدأ مع تغير في
المتصارعين بحسب زمن كل أسطورة .في المعركة الأولى كان الصراع
بين الإله رع وأبيب ،والثانية بين حيرو-بيخوتت وست ،والصراع
الثالث بين حورس ابن أوزوريس وست .وفي كل تلك الصراعات
كان الإله الأول يمثل «النظام» في الكون ،والمصارع الثاني يمثل
قوى العشوائية وضياع النظام .وكان عندما يصاب أحد المتصارعين
بإصابة خطيرة ،عندئذ يقوم تحوت بمعالجته ليستطيع العودة إلى
المعركة ،بحيث لا يغلب أحدهما الآخر.
وفي أسطورة إيزيس وأوزوريس .بعد أن قامت إيزيس بجمع
159