Page 158 - b
P. 158

‫وهناك نصوص أخرى كثيرة في الأناجيل لا دا ٍع لسردها كلها‪،‬‬
                                  ‫بل أكتفي بتلك الأمثلة الثلاثة‪.‬‬

‫القرآن تحدث عن معجزات السيد المسيح كلها (اسمه في الإسلام‬
‫عيسى ابن مريم‪ ،‬ولاحظ أن ألف «ابن» مثبتة لأنها تحذف بين‬
‫اسم الشخص وأبيه وليس أمه!)‪ ،‬مثل قوله تعالى‪« :‬ورسو ًل إلى‬
‫بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين‬
‫كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طي ًرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص‬
‫وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما ت َّدخرون في بيوتكم‬
‫إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين» (آل عمران‪ ،)49 :‬وقوله‪« :‬وإذ‬
‫تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طي ًرا بإذني‬
‫وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني» (المائدة‪:‬‬

                                                        ‫‪.)110‬‬
‫لكن السؤال‪ :‬هل موضوع شفاء المرضي ابتكار مسيحي اختص‬
‫به السيد المسيح ولم يحدث إلا له؟ الإجابة‪ :‬لا‪ ..‬فهذا موضوع منتشر‬
‫في الأساطير اليونانية القديمة‪ ،‬ومنها على سبيل المثال ما ورد عن‬

                                             ‫الإله أسكليبيوس‪.‬‬
‫أسكليبيوس أو أسقليبيوس بطل وإله للطب في الديانة والأساطير‬
‫اليونانية القديمة‪ .‬وهو ابن أبوللو وكورونيس‪ .‬له خمس بنات‪:‬‬
‫هيجيا (إلهة الصحة الجيدة والنظافة والصحة العامة)‪ ،‬آياسو (إلهة‬
‫التعافي من المرض)‪ ،‬أسيسو (إلهة عملية الشفاء)‪ ،‬آجليا (إلهة الصحة‬
‫الجيدة)‪ ،‬وباناسيا (إلهة الدواء والعلاج)‪ .‬كان مرتب ًطا مع الإله‬
‫المصري تحوت (إله العلم والطب والحساب) عند المصريين القدماء‪،‬‬
‫وإمحوتب (عالم الفلك والطب عند المصريين القدماء)‪ .‬كان واح ًدا‬
‫من أبناء أبوللو‪ ،‬تشارك مع أبوللو على لقب («الشافي») وتعد عصا‬
‫أسكليبيوس التي يلتف حولها الثعبان من الرموز التي استخدمت‬

             ‫اليوم كرمز للطب (رمز الصيدلة المعروف والمنتشر)‪.‬‬

                            ‫‪158‬‬
   153   154   155   156   157   158   159   160   161   162   163