Page 164 - b
P. 164

‫–كما يروي عالم المخطوطات المغربي محمد لمسيح في أحد البرامج‬
‫على موقع يوتيوب‪ -‬إلى أن خاتمتها الطبيعية عند كلمة “ليلا” لتتفق‬
‫نهايتها مع ما بعدها‪ ،‬وأن الجزء الأخير “من المسجد الحرام إلى‬
‫المسجد الأقصى”‪ ..‬حتى البصير‪ ،‬أُقحم عليها لاح ًقا ضمن (‪)43‬‬
‫آية يعتقد المتخصصون أنها أضيفت إلى القرآن في فترات لاحقة على‬
‫اكتماله‪ .‬وما جعلهم يميلون إلى هذا الرأي ثلاث ملحوظات‪ :‬الأولى أن‬
‫النبي نفسه في الآية (‪ )93‬من السورة نفسها (الإسراء) ينفي أنه‬
‫يأتي بالخوارق‪ ،‬يقول الله تعالى فيها‪« :‬ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل‬
‫علينا كتابا نقرؤه‪ ،‬قل سبحان ربي هل كنت إلا بش ًرا رسولا»‪ .‬الثانية‬
‫أن النسخ الأولى من القرآن الكريم لم يكن بها تنقيط ولا حروف مد‪،‬‬
‫مما يجعل قراءتها «أسرى بعباده» جائزة‪ ،‬وهي صياغة متكررة في‬
‫ثلاث آيات من ثلاث سور أخرى تخص بني إسرائيل أي ًضا‪ ،‬الأولى‪:‬‬
‫الآية (‪ )77‬من سورة طه‪« :‬ولقد أوحينا إلى موسى أن أس ِر بعبادي‬
‫فاضرب لهم طري ًقا في البحر يب ًسا لا تخاف در ًكا ولا تخشى»‪،‬‬
‫الثانية الآية (‪ )52‬من سورة الشعراء‪« :‬وأوحينا إلى موسى أن أس ِر‬
‫بعبادي إنكم متبعون»‪ ،‬الثالثة الآية (‪ )23‬من سورة الدخان‪« :‬فأس ِر‬
‫بعبادي لي ًل إنكم متبعون»‪ ،‬والأخيرة تحدد موعد السريان لي ًل كما‬
‫في الآية الأولى من سورة الإسراء‪ .‬وحيث إن السورة في معظمها عن‬
‫بني إسرائيل فقد ر َّج ُحوا هذا الاحتمال‪ .‬والثالثة أن الإضافة الجديدة‬
‫–لو صحت‪ -‬تخدم الخليفة عبد الملك بن مروان‪ ،‬الذي يعده المؤرخون‬
‫منشئ الدولة الأموية الثانية‪ ،‬فقد أعاد لها تماسكها بعد أن انحسرت‬

                                                ‫وكادت تنفرط‪.‬‬
‫‪ -5‬أن قصة الإسراء لم ُتذكر في القرآن إلا مرة واحدة ‪-‬باعتبار‬
‫اتفاقنا مع من يقول إن المقصود هو الإسراء والمعراج‪ ،-‬بينما هناك‬
‫قصص كثيرة تكررت عدة مرات‪ ،‬مثل ولادة عيسى وبعث موسى‪..‬‬
‫وغيرهما‪ .‬وهناك اختلافات أخرى لن أتوقف عندها مثل وصف‬

                            ‫‪164‬‬
   159   160   161   162   163   164   165   166   167   168   169