Page 171 - b
P. 171

‫‪ -2‬رأى جلاله وعظمته‪.‬‬
‫‪ -3‬رأيت نه ًرا ورأيت وراء النهر حجا ًبا ورأيت وراء الحجاب‬

                                                         ‫نو ًرا‪.‬‬
‫‪ -4‬نور أنى أراه المعنى غلبني من النور وبهرني منه ما منعني‬

                                                    ‫من رؤيته‪.‬‬
‫وبالطبع لم ير ِو لنا أي مصدر عن كيفية عودة النبي من السماء‬
‫التي صعد إليها بالبراق‪ ،‬المنطقي أنه عاد بالبراق كما صعد‪ ،‬لكن‪:‬‬
‫هل نزل البراق من السماء إلى بيت النبي مباشرة؟ وإذا كان البراق‬
‫حقيقة ملموسة‪ :‬هل رآه أحد غير النبي؟ وهل رأى النب َّي أح ٌد أص ًل‬
‫وهو يركب البراق أو ينزل عنه‪ ،‬وهو يخرج من بيته أو وهو يدخله؟!‬
‫ويستدل ال ُّش َّراح على صحة واقعة الإسراء والمعراج بأن النبي‬
‫أجاب الكفار عن أسئلتهم عما رآه في طريقه‪ ،‬وقد تبين أن ما قاله‬
‫تحقق‪ ،‬كما ذكر البيهقي بإسناد صحيح عن شداد بن أوس «فقال‬
‫المشركون‪ :‬انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس‬
‫الليلة»‪ .‬قال‪ :‬فقال‪« :‬إن من آية ما أقول لكم أني مررت بعير لكم‬
‫بمكان كذا وكذا قد أضلوا بعيرا لهم فجمعه فلان‪ ،‬وإن مسيرهم‬
‫ينزلون بكذا ثم بكذا‪ ،‬ويأتونكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل آدم عليه‬
‫مسح أسود وغرارتان سوداوان»‪ .‬فلما كان ذلك اليوم أشرف الناس‬
‫ينتظرون حتى كان قريب من نصف النهار حتى أقبلت العير يقدمهم‬

                            ‫ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله»‪.‬‬
‫كما وصف لهم بيت المقدس كما ورد في البخاري ومسلم عن‬
‫جابر بن عبد الله «أنه سمع رسول الله (ص) يقول‪« :‬لما كذبتني‬
‫قريش‪ ،‬قمت في الحجر‪ ،‬فجلا الله لي بيت المقدس‪ ،‬فطفقت أخبرهم‬

                                       ‫عن آياته وأنا أنظر إليه»‪.‬‬
‫هذه الروايات لو ص َّحت‪ ،‬بالمنطق‪ ،‬لن يبقى كاف ٌر في قريش‪،‬‬
‫بالضبط كما أنه غير مفهوم ألا يؤمن بعض بني إسرائيل بعد أن نزل‬

                             ‫‪171‬‬
   166   167   168   169   170   171   172   173   174   175   176